وجهت إحدى أكبر المدارس الحكومية الأساسية في العاصمة عمان رسالة رسمية إلى أولياء الأمور في أول أيام العام الدراسي الجديد، أعلنت من خلالها منع لعبة “لابوبو” داخل أسوار المدرسة. وأكدت إدارة المدرسة أنه سيتم مصادرة أي لعبة من هذا النوع يتم ضبطها مع الطلبة.
دعت الإدارة المدرسية أولياء الأمور صراحة إلى عدم إرسال هذه اللعبة مع أطفالهم إلى المدرسة، مبررة قرارها بالحرص على أن تكون البيئة التعليمية آمنة وهادفة. وجاء القرار في بداية العام الدراسي 2025-2026 الذي بدأ رسمياً يوم الأحد الثالث والعشرين من أغسطس.
دمية لابوبو بين الطلبة
لاحظت المدرسة انتشاراً واضحاً لشخصية دمية لابوبو بين الطلبة، خاصة في الصفوف الأساسية، حيث ظهرت على الحقائب المدرسية والأقلام والدفاتر بأسعار متفاوتة. كما رصدت الإذاعة حمل عدد لا بأس به من الطلبة لحقائب تحمل شخصية لابوبو خلال الطابور الصباحي في الأسبوع الأول من المدرسة.
تُعرف “لابوبو” بأنها دمية صينية تنتجها شركة “بوب مارت” وتمثل شخصية من “عائلة وحوش”. تتميز الدمية بملامح غريبة تشمل أسناناً مدببة وآذاناً طويلة وعينين واسعتين مع ابتسامة عريضة. وقد تحولت مؤخراً إلى ظاهرة عالمية مع انتشار هوس جمعها، خصوصاً بعد الترويج لها من قبل المشاهير والناشطين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
مبادرة حظر اللعبة
لم تقتصر مبادرة حظر اللعبة على مدرسة واحدة، بل عمدت مدارس أخرى كمبادرات فردية إلى منع دخول هذه الشخصية إلى الصفوف. من بين هذه المدارس، مدرسة الأرقم بن أبي الرقم الأساسية في منطقة سحاب، التي أصدرت تحذيراً شديد اللهجة للطلبة وذويهم.
أوضح مصدر في وزارة التربية والتعليم الأردنية” أنه لا يوجد قرار رسمي حتى اللحظة بحظر تداول هذه الشخصية على مستوى جميع المدارس. وأضاف المصدر أن الأمر قد يخضع للنقاش، مؤكداً أن الوزارة لن تتدخل في قرارات المدارس التي ستختار منعها بشكل فردي.
حظر الدمية في روسيا
يأتي هذا القرار في سياق جدل عالمي حول دمية لابوبو، حيث قامت عدة دول بحظر تداولها لأسباب مختلفة. في روسيا، اقترح مجلس الاتحاد الروسي حظر بيع الدمية لمظهرها المخيف وضررها المحتمل على الصحة النفسية للأطفال. كما حظرت السلطات في إقليم كردستان العراق وأربيل بيع الدمية لأسباب أخلاقية، وقامت بمصادرة أكثر من أربعة آلاف دمية.
انتشرت مخاوف حول العالم بشأن تأثير الدمية على سلوك الأطفال، حيث زعمت بعض التقارير الإعلامية احتواءها على “أرواح شيطانية”. وربط بعض المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي بين شكل لابوبو وشخصية “بازوزو”، الشيطان الآشوري الشهير من فيلم الرعب “طارد الأرواح الشريرة”.
في المقابل، ردت شركة “بوب مارت” المنتجة للدمية على هذه المخاوف موضحة أن الدمى مستوحاة من مخلوق خيالي من الحضارة الإسكندنافية من كتاب للأطفال، وليس لها أي علاقة بالظواهر الخارقة أو الأرواح الشريرة. وأوضحت أن الشخصية ابتكرها الفنان هونغ كونغي كاسينغ لونغ استناداً إلى الفولكلور لإنشاء سلسلة كتب مصورة إسكندنافية تسمى “الوحوش”.
نجاح لابوبو تجاريا
رغم الجدل، حققت دمية لابوبو نجاحاً تجارياً هائلاً عالمياً، حيث تجاوزت عائدات شركة بوب مارت 1.9 مليار دولار في النصف الأول من عام 2025. وساهمت في هذا النجاح مشاركة المشاهير مثل ريهانا وكيم كارداشيان وليزا من فرقة بلاك بينك صوراً مع الدمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
تُباع الدمى في “صناديق عمياء” حيث لا يعرف المشتري أي تصميم سيحصل عليه حتى يفتح الصندوق، مما يخلق إثارة إضافية وحماساً لدى الجامعين. وقد وصلت أسعار بعض الدمى النادرة في السوق الثانوية إلى آلاف الدولارات، رغم أن السعر الأصلي يتراوح حول 32 دولاراً.
يُعكس قرار المدرسة الأردنية الحذر المتزايد من قبل المؤسسات التعليمية حول تأثير الألعاب الشائعة على البيئة التعليمية وسلوك الطلاب، خاصة في ظل الجدل الدولي المحيط بهذه الدمية تحديداً.