نجاح مصر في زراعة القطن لأول مرة بصحراء جنوب سيناء

نجاح مصر في زراعة القطن لأول مرة بصحراء جنوب سيناء باستخدام تقنيات ري وتسميد متطورة، في خطوة استراتيجية لتعزيز الأمن الغذائي واستصلاح الأراضي

فريق التحرير
فريق التحرير
نجاح مصر في زراعة القطن لأول مرة بصحراء جنوب سيناء

ملخص المقال

إنتاج AI

نجحت مصر بزراعة القطن في صحراء جنوب سيناء لأول مرة، ضمن خطة لتوسيع الرقعة الزراعية الصحراوية. استخدمت تقنيات ريّ حديثة وأصنافًا مقاومة للجفاف، وحققت جودة عالية تضاهي مناطق زراعة القطن التقليدية.

النقاط الأساسية

  • نجحت مصر بزراعة القطن في صحراء جنوب سيناء لأول مرة.
  • تم استخدام تقنيات ريّ حديثة وتسميد ملائم لزراعة القطن.
  • يهدف المشروع لزيادة إنتاج القطن وتقليل الاعتماد على الاستيراد.

أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي أنّ مصر نجحت للمرة الأولى في زراعة محصول القطن في صحراء جنوب سيناء، تحديدًا بمنطقة طور سيناء، في إنجاز يُعدّ استثنائيًا على مستوى البلاد. وأوضح بيان رسمي للوزارة أنّ هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى توسيع الرقعة الزراعية في المناطق الصحراوية القاحلة، واستغلال الأراضي غير المزروعة بما يساهم في تعزيز الأمن الغذائي والاقتصادي للدولة.

في تصريحات أدلى بها وزير الزراعة والسّيادة الدكتور علاء فاروق، قال إنّ «هذا الإنجاز جاء نتيجة الجهود المكثفة لفرق البحث العلمي بمركز البحوث الزراعية، وبالتعاون مع معهد بحوث القطن، حيث تم تطبيق أحدث تقنيات الريّ الحديث والتسميد الملائم بما يتناسب مع طبيعة التربة الرملية للموقع». وأكد الوزير أنّ دعم البحث والتطوير يظلّ العمود الفقري للتنمية الزراعية في مصر، مشدّدًا على ضرورة مضاعفة التجارب التطبيقية لنقل المعرفة من المختبرات إلى الحقول.

من جهته، أوضح رئيس مركز البحوث الزراعية الدكتور عادل عبدالعظيم أنّ التجربة شملت زراعة ستة تراكيب وراثية من أصناف القطن المعتمدة، منها «سوبر جيزة 86» و«سوبر جيزة 94» و«سوبر جيزة 97»، إلى جانب ثلاثة تراكيب وراثية جديدة طورها الباحثون خصيصًا لتحمل ظروف الجفاف والملوحة ودرجات الحرارة المرتفعة. وأضاف أنّه «تم جني المحصول بعد 127 يومًا من الزراعة بفضل المناخ الدافئ والتقنيات العلمية المتبعة، مع تحقيق جودة ألياف عالية تُضاهي المحصول المزروع في دلتا مصر والصعيد التقليديين».

وحول مساحة التجربة، قالت الوزارة إنّ المشروع شمل مساحة 10 أفدنة في منطقة الروفة بشمال سيناء، حيث استخدمت أنظمة ري بالتنقيط المحسن مع إضافة مغذيات دقيقة لتثبيت العناصر في التربة الرملية ورفع كفاءتها الزراعية. وأكدت الوزارة أنّ نجاح هذه التجربة يمهّد الطريق أمام زيادة الرقعة المزروعة بالقطن في مناطق أخرى من سيناء وشمال الصحراء الغربية، مما قد يرفع من إنتاجية القطن الوطني ويقلل من الاعتماد على الواردات.

تجدر الإشارة إلى أنّ القطن المصري طويل التيلة يشتهر عالميًا بجودته العالية، ويعتبر من أهم صادرات مصر الزراعية. وفي هذا السياق، قال الدكتور عبدالعظيم إنّ «هذه الخطوة ستسهم في تنويع مصادر الإنتاج الزراعي، وفتح آفاق جديدة أمام المزارعين للاستثمار في المحاصيل الاستراتيجية، مع توفير فرص عمل جديدة في المناطق الصحراوية النائية».

Advertisement

كما أكدت وزارة الزراعة أنّها ستواصل متابعة مراحل نمو المحصول خلال الموسم الحالي، وتقديم الدعم الفني للمزارعين عبر شبكة الإرشاد الزراعي التابعة للوزارة، بالإضافة إلى تدريبهم على الطرق المثلى للري والصيانة الزراعية لتحقيق أعلى عائد ممكن. وتشمل الخطة التدريب على مواعيد الري في الصباح الباكر أو في المساء لتجنب الإجهاد الحراري، وكذلك طرق مكافحة الآفات الحشرية وخصوصًا «حشرة الجاسيد» التي تشكل خطورة على محصول القطن.

ويُعتبر هذا الإنجاز الزراعي علامة فارقة في جهود الدولة لاستصلاح وتصحر الأراضي، وتطبيق استراتيجيات التنمية المستدامة المنصوص عليها في رؤية مصر 2030. إذ أنّ استغلال مساحة إضافية من الأراضي الصحراوية سيخفض الضغط على الرقعة المروية التقليدية، ويقلل من معدلات استنزاف الموارد المائية في وديان النيل والدلتا.

ختامًا، يُتوقع أن يشكل نجاح زراعة القطن في صحراء جنوب سيناء نموذجًا يُحتذى به لتوسيع نطاق التجارب في محافظات أخرى، منها محافظة البحر الأحمر وشمال وجنوب الوادي، استنادًا إلى نتائج البحوث الميدانية والدراسات العلمية الرائدة التي أظهرت جدوى الزراعة في البيئات الصحراوية القاسية.