أعلنت ألمانيا استعدادها لإجراء محادثات مع تركيا حول احتمال تسليم مقاتلات “يوروفايتر تايفون”، وذلك في خطوة تعكس تطوراً لافتاً في موقف برلين من صفقة التسلح المعقدة.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية يوزف هينترسيهر، أن الحكومة الألمانية استجابت بشكل إيجابي لطلب أولي من شركة إيرباص بشأن المقاتلات.
وأوضح هينترسيهر أن هذه الطائرات مخصصة للاستخدام ضمن إطار حلف شمال الأطلسي لأغراض الدفاع الجماعي.
زيارة مقررة لوزير الخارجية الألماني لتركيا قريباً
تأتي هذه التصريحات قبيل زيارة مقررة لوزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إلى العاصمة التركية أنقرة يوم 17 أكتوبر 2025، حيث من المقرر أن يلتقي نظيره التركي هاكان فيدان لمناقشة التطورات الدولية والقضايا الإقليمية.
وأشار المتحدث إلى أن المحادثات ستشمل المبيعات المحتملة لمقاتلات يوروفايتر، إلى جانب الأوضاع في قطاع غزة وسوريا والحرب في أوكرانيا ومجموعة من القضايا الثنائية بين البلدين.
وتمثل هذه الزيارة الرسمية الأولى لوزير الخارجية الألماني إلى أنقرة منذ توليه المنصب، وتعكس رغبة الجانبين في تعزيز التعاون رغم التوترات السابقة.
تركيا تجري محادثات منذ 2023 لشراء مقاتلات “يوروفايتر”
وتجري تركيا محادثات لشراء مقاتلات “يوروفايتر تايفون” منذ عام 2023، حيث تسعى أنقرة لاقتناء 40 طائرة من هذا الطراز لتعزيز قدراتها الجوية.
وتنتج هذه المقاتلات بواسطة تحالف أوروبي يضم ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا، ويمثله كل من شركات إيرباص وبي إيه إي سيستمز وليوناردو.
وشهدت الصفقة تقدماً ملحوظاً في يوليو 2025، عندما وقعت تركيا وبريطانيا مذكرة تفاهم أولية تسمح لأنقرة بتشغيل مقاتلات يوروفايتر.
وتزامن ذلك مع موافقة ألمانية على تسليم 40 طائرة، بعد أن اتخذ مجلس الأمن الفيدرالي الألماني قراراً إيجابياً بهذا الشأن.
وأكد المتحدث الحكومي الألماني ستيفان كورنيليوس في يوليو الماضي أن وزارة الدفاع الألمانية أرسلت تأكيداً خطياً للحكومة التركية يفيد الموافقة على التصدير.
وجاء هذا القرار بعد ضغوط من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إذ يتوقع أن يدعم المشروع نحو 20 ألف وظيفة في بريطانيا.
ألمانيا عارضت في البداية بيع مقاتلات “يوروفايتر” لتركيا
وقد عارضت ألمانيا في البداية بيع المقاتلات لتركيا، مستشهدة بمخاوف سياسية تتعلق بقضايا حقوق الإنسان والديمقراطية في تركيا.
وبلغت التوترات ذروتها في أبريل 2025، عندما أوقفت ألمانيا الصفقة احتجاجاً على اعتقال عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وهو شخصية معارضة بارزة ومنافس محتمل للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ووصفت الحكومة الألمانية حينها اعتقال إمام أوغلو بأنه “هجوم على الديمقراطية التركية”، ما دفعها لإعادة النظر في مبيعات الأسلحة لتركيا.
لكن الأمور تغيرت مع تشكيل الحكومة الألمانية الجديدة بقيادة المستشار فريدريش ميرتس من الحزب الديمقراطي المسيحي، التي اتخذت موقفاً أكثر براغماتية تجاه صادرات الأسلحة.
الأهمية الاستراتيجية لصفقة مقاتلات “يوروفايتر”
تأتي صفقة يوروفايتر في وقت حرج لاستراتيجية تركيا الدفاعية الجوية، فبعد استبعاد أنقرة من برنامج المقاتلة إف-35 الأمريكية في عام 2019 بسبب شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية إس-400، تواجه القوات الجوية التركية فجوة متزايدة في قدراتها.
يتقادم أسطول المقاتلات إف-16 التركي الحالي، وبينما طلبت أنقرة 40 مقاتلة إف-16 في من الولايات المتحدة، يظل التقدم بطيئا ومعقداً سياسياً.
في هذا السياق، تمثل مقاتلة يوروفايتر تايفون أكثر من مجرد صفقة شراء، بل حلاً استراتيجياً مؤقتاً يعزز قدرة تركيا على الردع.




