في تقرير تحليلي لصحيفة The National، عن مدى تأثير الأوضاع الجيوسياسية على سوق النفط، قال إن ارتفاعات الأسعار الناجمة عن التوترات العالمية عادة ما تكون قصيرة الأجل، وغالباً ما تعود إلى خط الأساس في غضون أسابيع بدلاً عن شهور.
فبحسب التقرير أثار التصعيد الأخير في التوترات الإقليمية استجابة حادة في جميع أنحاء الأسواق العالمية.
حيث ارتفعت أسعار النفط لفترة وجيزة فوق 80 دولاراً وسط عدم اليقين المتزايد، ولحسن الحظ تطور الوضع بسرعة، وهدأت الاعصاب عندما تم الإعلان عن وقف مؤقت لإطلاق النار.
تخفيف المخاوف بشأن مضيق هرمز
التقرير قال، إن هذه المتغيرات أدت أيضاً إلى تخفيف المخاوف الفورية بشأن طرق الطاقة الهامة، مثل مضيق هرمز، حيث تعدلت أسواق النفط وفقاً لذلك، حيث انخفضت الأسعار إلى أقل من 70 دولاراً في غضون ساعات.
ويضيف التقرير، بأنه وعلى الرغم من أن الوضع الجيوسياسي لا يزال مائعاً، فإن التطورات الأخيرة تعزز وجهة نظر كاتب التقرير الراسخة بأن احتمال حدوث انقطاع مستدام ومادي في إمدادات النفط لا يزال منخفضاً.
أهمية البنية التحتية في تدفق النفط
تقرير The National، أضاف بأنه لا تزال البنية التحتية الحيوية للتصدير في جميع أنحاء الخليج العربي، تعمل بكامل طاقتها، ولا تنقطع التدفقات التجارية في هذا الوقت.
فقد عكست تكاليف الشحن لفترة وجيزة تصورات المخاطر المرتفعة، ولكن لحسن الحظ لم تتحقق أي اختناقات كبيرة.
وأشار المقال أن معظم الصراعات الجيوسياسية في السنوات الأخيرة أدت إلى تغذية مخاوف العرض دون التسبب في اضطرابات فعلية في الامدادات، حتى الاضطراب التي كبحت تدفقات النفط خارج المنطقة، مثل الهجوم على محطة خريص السعودية في عام 2019، هزت أسعار النفط لفترة وجيزة.
وقال التقرير نحن بحاجة للنظر إلى الوراء على طول الطريق إلى أوائل التسعينيات، وحرب الخليج، لنجد صراعاً جيوسياسياً تسبب في اضطرابات خطيرة في الامدادات، وارتفاع الأسعار استمر شهوراً بدلاً من أسابيع.
رد فعل أسعار النفط غير عاطفي لحد ما
يشير التقرير أن رد فعل أسعار النفط كانت غير عاطفية إلى حد ما بشكل مدهش، لأسباب أقلها إن الحرب الإسرائيلية الإيرانية كانت من بين البطاقات الجامحة الرئيسية للنفط، أحد التفسيرات هو مرونة سوق النفط اليوم، التخزين متوفر في العالم الغربي، وخاصة في الصين.
وفرة الإنتاج في الدول الخليجية
تقرير the National، أضاف أن المملكة العربية السعودية، والكويت، والامارات العربية المتحدة، تمتلك طاقة فائضة وفيرة تتجاوز 5 % من الإنتاج العالمي، والتي بدأت للتو في إعادتها إلى السوق.
وتنمو الصادرات بشكل تدريجي من الأمريكيتين، والبرازيل، وغيانا على وجه التحديد، بينما الطلب ضعيف لأسباب اقتصادية وهيكلية، تتجه سوق النفط نحو فائض حيث إن العرض في أمريكا الجنوبية بمفرده كاف لتلبية نمو الطلب الإجمالي المتوقع هذا العام.
من غير المرجح أن تغير الجغرافيا السياسية أسعار النفط
التقرير يقول، إنه على الرغم من أن الجغرافيا السياسية، والمخاوف من العرض في أذهان الناس هذه الأيام، إلا أن أسعار النفط يتم تداولها عند ما يقرب من نصف المستويات التي شوهدت في أوائل عام 2010 بعد تعديل التضخم.
لقد تغير سوق النفط بشكل كبير في هذه الأثناء وأصبح أكثر مرونة، ومن غير المرجح أن تغير الجغرافيا السياسية اليوم الصورة الكبيرة والاتجاهات الأساسية الراسخة، وفقاً لتقرير The National.