تشهد الأوساط الفنية السورية حراكاً استثنائياً مع الإعداد لحدث تاريخي ينتظره الجمهور السوري بشوق كبير، حيث كشف مازن الناطور نقيب الفنانين السوريين عن تفاصيل حفل الفنانة السورية أصالة نصري المرتقب في دمشق. الحفل الذي يُقام في ديسمبر المقبل سيكون جماهيرياً ويتزامن مع احتفالات السوريين بذكرى رحيل النظام السابق، ولن يُقام ضمن فعاليات معرض دمشق الدولي.
موعد الحفل وظروف إقامته
أكد نقيب الفنانين السوريين مازن الناطور في تصريحات خاصة لموقع “فوشيا” أن حفل أصالة سيُقام في 8 ديسمبر المقبل، بالتزامن مع الذكرى الأولى لرحيل النظام السابق. وأوضح الناطور أن الحفل سيكون جماهيرياً وحاشداً يليق بمكانة النجمة السورية، وأنه سيُنظم بشكل منفصل تماماً عن فعاليات معرض دمشق الدولي كما تم تداوله.
من المقرر أن يُقام الحفل في إحدى الساحات الكبرى بدمشق، وسط تحضيرات مكثفة تقوم بها النقابة بالتنسيق مع الجهات الحكومية والثقافية لضمان نجاح الحدث. يهدف هذا الحفل إلى إعادة إحياء الروح الثقافية في سوريا، التي عانت من الدمار والقمع خلال سنوات الحرب.
التحضيرات وزيارة أنس نصري
جاءت تصريحات الناطور بعد أسابيع من زيارة أنس نصري، شقيق الفنانة أصالة، إلى مقر نقابة الفنانين السوريين بدمشق في أغسطس الماضي. التقى أنس خلال الزيارة بعدد من أعضاء النقابة، وأصدرت الأخيرة بياناً رسمياً أوضحت فيه أن اللقاء تناول ترتيبات زيارة الفنانة والتحضير للحفل بما يليق بمكانتها الفنية والتاريخية.
أكدت النقابة في بيانها آنذاك وجود تنسيق جاد بين النقابة والجهات المعنية لضمان تنظيم الزيارة بشكل متكامل، مما يعكس جدية التحضيرات لهذا الحدث الاستثنائي.
تصريحات أصالة حول العودة
كانت أصالة قد لمّحت خلال مؤتمرها الصحفي الأخير في مهرجان جرش للثقافة والفنون بالأردن إلى نيتها العودة إلى دمشق، لكنها أشارت بوضوح إلى أن هذه الزيارة مشروطة وتحتاج لتوافر ظروف خاصة تضمن نجاحها وسلامة إقامتها. هذا التصريح يضفي على الحفل المنتظر بُعداً استثنائياً، بوصفه عودة فنية ورمزية في آن واحد.
في تصريحات صحافية أخرى على هامش حفل جوي أووردز 2025 في الرياض، كشفت أصالة عن اعتزامها العودة إلى سوريا تزامناً مع عيد الفطر المقبل، قائلة: “ليصبح العيد عيدين”. وأعربت عن سعادتها وحماسها للقائها بزملائها السوريين.
موقف أصالة من الثورة السورية
أيدت أصالة الثورة السورية منذ بداياتها، وعبّرت عن موقفها في لقاءات إعلامية عدة، كما جسدت دعمها عبر أعمال غنائية، أبرزها أغنية “آه لو الكرسي بيحكي” التي حملت رسالة رمزية ضد الاستبداد. كذلك دعمت اللاجئين السوريين وشاركت في مبادرات خيرية لهم.
نتيجة لهذا الموقف، تعرضت أصالة لهجوم عنيف من وسائل الإعلام السورية التابعة للنظام السابق، واتُهِمت بالخيانة، وشُطب اسمها من الفعاليات الرسمية، كما مُنعت أغانيها من البث. في عام 2012، أعلنت أصالة تركها سوريا بسبب “الجبروت والتهديدات والغرور”، ووصفت الوضع بأنه “لا يُحتمل” مع وجود “فُجْر غير عادي وانتهاكات لحقوق الإنسان”.