أقامت المصممة ستايسي بنديت عرض أليس أند أوليفيا لربيع 2026 في قاعة محكمة السوروجيت التاريخية بمانهاتن يوم السبت 13 سبتمبر 2025. اختارت بنديت هذا الصرح المعماري بواجهة البوْنطُس الباو-آرت لفصله الجديد عن عروضها السابقة في حي “ميتباكينغ”، مواكبةً احتفالات الذكرى الـ250 للولايات المتحدة الأمريكية.
عند مدخل الصالة، وقفت عارضة أزياء مكبّرة الدور، متنكرة في زي السيدة الحرية، متوِّجةً بتاج مرصع بالأحجار اللامعة وتحمل شعلة ذهبية. ارتدت فستاناً أبيض منسجاً بورود اصطناعية ناءت بطول يتجاوز عشرين قدماً، وانساب عبر الدرجات الحجرية إلى ساحة المحكمة كأنه نهر من الزهور يحاكي “حديقة أمريكا” على حد تعبير المصممة.
شرعت بنديت في مزج الرموز الوطنية مع عناصر الفانتازيا المسرحية عبر القسم الرئيسي من العرض. ضَم العرض فساتين مذهّبة بنقشات النسر الأمريكي، وتنانير مطبوعة بأعلام منقوشة بنجوم وخمسين نجمة (مع تلميح لنجم مفقود في أحدها)، ومشغولات زجاجية لمحاكاة تورّق الأغصان، إضافةً إلى قفازات مرصعة باللؤلؤ تواكب الملابس الرسمية.
لم يخلُ العرض من لمسة الجينز التي باتت توقيعاً للمصممة. ارتدت عارضات كورسيهات جينز ضيقة مزدانة بخيوط معدنية، تنانير مطرزة بدانتيل اصطناعي، وبناطيل “كابري” بجيوب مزيّنة بالخرز والقطع المعدنية، مستوحاة من روح الثورة الصناعية التي أعادت تشكيل مجتمع العمل الأمريكي.
برز أيضاً استخدام بنديت لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في تصميم الزهور الرقمية. استمدت بعض النقوش من تطبيقات ذكاء اصطناعي أنتجت أشكالاً زهرية شبيهة بالمرسوم يدوياً، لتُنسَج لاحقاً على القماش بخيوط حريرية لامعة، في مشهد يجمع بين الحرف العريقة والابتكار التقني.
حرصت بنديت على توضيح مصدر إلهامها التاريخي خلال حديثها مع الحضور. ذكرت أن صديقتها لورين سانشيز بيزوس أرسلت إليها صورة من أرشيف مجلة “فوغ” تعود لخمسينيات القرن الماضي، إذ ارتدت فيها عشر عارضات فساتين جاكار في غرفة ذات طابع كلاسيكي أزرق. ساعدتها هذه اللقطة في تصور المشهد تحت درج المحكمة المزدوج من الرخام، فأعادته إلى الحياة خلال العرض.
عُدّ عرض أليس أند أوليفيا بمثابة مسرحية أزياء احتفت بتاريخ الدولة الأمريكية وبمستقبلها الفني. رصد المصورون عددًا من أكثر اللحظات تصويرًا خلال أسبوع الموضة، خصوصًا الفستان الأبيض الضخم وتجسيده للسيدة الحرية.
حضر العرض مئات الضيوف الذين تنقلوا بين أجنحة العرض الموزعة في قاعات المحكمة، حيث استمتعوا بالمشروبات وتصفحوا أزياء مزدانة بمقتنيات وطنية من الأعلام والإيغل مرسومًا فوق الصدور. وأكدت بنديت أن هدفها كان “خلق تلاقي بين معالم حضارية وفنية وثقافية وصناعية في آنٍ واحد”.
يذكر أن الاحتفاء بمرور 250 عامًا على استقلال الولايات المتحدة سيبدأ رسميًا في 4 يوليو 2026. وكانت بنديت قد صرحت أن مجموعتها تسبق هذا الحدث لتشرع في سرد قصة وطنية تبرز دور المرأة والإبداع في تشكيل هوية الأمة عبر القرون.