بدأت مجموعة من الأطفال الفلسطينيين الذين فقدوا أطرافهم وأحباءهم في قطاع غزة رحلة علاج طبية في لبنان.
تأتي هذه الخطوة برعاية منظمة الصحة العالمية واليونيسف، وسط نقص حاد في الخدمات الصحية وإغلاق المعابر، وفقاً لرويترز.
عمر واحد من الأطفال فقد يده اليسرى وساقه اليمنى
عمر أبو كويك، البالغ من العمر ست سنوات، الناجي الوحيد من قصف دمر منزل جديه، فقد يده اليسرى وساقه اليمنى.
نقلته منظمة الصحة العالمية أولاً إلى مصر لتلقي العلاج الأولي، ثم إلى بيروت لاستكمال العلاج وإمكانية تركيب طرف صناعي جديد.
ترافق عمته مها أبو كويك عمر في رحلته، على الرغم من أن ذلك اضطرها إلى ترك أبنائها في غزة. واصفة القرار بأنه “أصعب في حياتها”، لافتة إلى أن عمر لم يجد من يرعاه غيرها.
أمير حجاج فقد أصابع يده اليمنى وقطعتى من ساقه
أما أمير حجاج، البالغ 14 عاماً، فقد فقد أصابع يده اليمنى وقطعتي من ساقه بعد قصف طال منزل العائلة.
نُقل أمير أولاً إلى مستشفى مكتظ في غزة، ثم إلى مصر برعاية جمعية إغاثة أطفال فلسطين، قبل وصوله إلى بيروت لإجراء جلسات فيزيائية وتأهيل أعصاب يده.
اليونيسيف: أكثر من 45 ألف طفل في غزة أصيبوا منذ بداية الحرب
تشير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إلى أن أكثر من 45 ألف طفل في غزة أصيبوا منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، بينهم آلاف حالات بتر أطراف جراء القصف المباشر والصواريخ الثقيلة. وتعاني المستشفيات الميدانية من نقص في مسكنات الألم والأطراف الصناعية، مما يفاقم معاناة الأطفال والأسر.
يقول طبيب جراحة العظام في المركز الطبي الأمريكي-بيروت إن تركيب الطرود الصناعية للأطفال قد يتطلب عدة جراحات ترميمية، لضمان تناسبها مع نموهم المستقبلي.
وتخطط فرق التأهيل لبدء جلسات علاج فيزيائي ونفسي لتخفيف الصدمة النفسية للأطفال.
عدد من الأطفال من غزة يتلقون الرعاية في مركز لرعاية الأطفال في بيروت
في مركز غسان أبو ستة لرعاية الأطفال في بيروت، تبدأ الطفلة آية (10 سنوات) جلسات لتزويدها بطرف صناعي جديد، بينما تستكمل ميس (12 سنة) جلسات علاج طبيعي لاستعادة قدرتها على المشي. تقول والدتهما: “نأمل أن يعود لهما الأمل والقدرة على مواصلة حياتهما بشكل طبيعي”.
مركز غسان: التحدي الأكبر يكمن في توفير الأطراف الصناعية المتطورة
يؤكد القائمون على المركز أن التحدي الأكبر يكمن في توفير الأطراف الصناعية المتطورة والتمويل الكافي للمتابعة الدائمة مع نمو الأطفال. وتعمل عدة منظمات محلية ودولية على جمع التبرعات لضمان استمرارية العلاج.
يسهم إيصال الأطفال إلى لبنان في منحهم فرصة حقيقية لاستعادة جزء من قدراتهم الجسدية والنفسية. ورغم الظروف القاسية، تعيش العائلات أمل العودة إلى غزة بصحة أفضل، طالما استمرت الجهود الإنسانية والتمويل الدوليين في دعم علاجهم.




