يُسجل جسر واد الدوارة إنجازاً هندسياً غير مسبوق بصفته أطول جسر للسكك الحديدية في الجزائر وإفريقيا، حيث يُنتظر استلامه في شهر أكتوبر المقبل ضمن مشروع بشار-غار جبيلات الضخم.
مواصفات فريدة لأطول جسر للسكك الحديدية في الجزائر
يمتد جسر واد الدوارة على مسافة تفوق 4.1 كيلومتر، متفوقاً على جميع جسور السكك الحديدية الحالية في القارة الإفريقية. يتراوح ارتفاعه بين 9 و12 متراً فوق مجرى الوادي، وقد صُمم خصيصاً لتحمل القطارات الثقيلة الناقلة لخام الحديد.
وأكد عبد القادر مزار، مدير الإعلام بوكالة “أنسريف”، أن المشروع استخدم 1170 قطعة خرسانية مسبقة الصنع و1432 دعامة سطحية، بالإضافة إلى خرسانة عالية الأداء تتناسب مع طبيعة الجسر الصحراوية.
أطول جسر للسكك الحديدية في الجزائر ضمن مشروع استراتيجي متكامل
يندرج الجسر ضمن مشروع خط بشار-غار جبيلات الذي يمتد على 950 كيلومتراً، ويهدف إلى ربط الجنوب الغربي بالشمال، وتثمين منجم غار جبيلات الغني بخام الحديد. المشروع تشرف عليه شركة “CRCC” الصينية، تحت المتابعة التقنية لوكالة “أنسريف”.
يتضمن المشروع 1431 منشأة فنية، منها 45 جسراً للسكك الحديدية و48 جسراً طرقياً، إضافة إلى 1338 منشأة مائية تُغطّي كامل المسار.
تحديات بيئية وتقنية في بناء أطول جسر للسكك الحديدية في الجزائر
يمثل الجسر إنجازاً هندسياً نظراً لصعوبة البيئة الصحراوية. وتُنفذ الأعمال التقنية بدقة رغم الحرارة المرتفعة والعزلة الجغرافية. تم تركيب الكاميرات والهيكل باستخدام رافعات هيدروليكية حديثة، ويستند الجسر إلى 118 نقطة دعم رئيسية.
أفادت الجهات الرسمية بأن وتيرة الأشغال تسير وفق الرزنامة المحددة دون تأخير، مما يُعزز إمكانية الاستلام في الموعد المخطط له.
أثر اقتصادي استراتيجي لأطول جسر للسكك الحديدية في الجزائر
سيُسهِم الجسر في تطوير الاقتصاد الوطني من خلال نقل خام الحديد بكفاءة من منجم غار جبيلات، بقدرة تصل إلى 50 مليون طن سنوياً، عبر ثمانية قطارات يومياً. كما يُنتظر أن يُحفّز النمو المحلي ويُوفر فرص عمل في المناطق الجنوبية.
سيساعد المشروع على تقوية الربط بين المناطق النائية والمراكز الحضرية، ويُعزز من ديناميكية التنمية الشاملة في الجزائر.
مقارنة مع أبرز الجسور الإفريقية
يتفوق جسر واد الدوارة على جسر دونا آنا في موزمبيق الذي يبلغ طوله 3.67 كيلومتر. كما يتفوق من حيث الاستخدام، إذ يختص بنقل السكك الحديدية، في حين أن جسر 6 أكتوبر في مصر أطول لكنه مخصص للطرق فقط.
يعكس هذا التفوق التقني قدرة الجزائر على المنافسة في مجال البنية التحتية داخل القارة الإفريقية.
استعدادات نهائية لاستلام أطول جسر للسكك الحديدية في الجزائر
تشير تقارير الإعلام الجزائري إلى أن أغلب مراحل التثبيت والبناء قد اكتملت، ويُرتقب استلام الجسر في أكتوبر، كما هو مخطط. هذا الإنجاز يُمثل نقلة نوعية في مسيرة المشاريع الوطنية الكبرى، ويُعزز من قدرة البلاد على تنفيذ منشآت متطورة بمعايير دولية.
تُسجل الجزائر بهذا الإنجاز حضوراً قوياً في مشهد البنية التحتية الإفريقية، وترسم ملامح مرحلة جديدة من التنويع الاقتصادي القائم على استغلال الثروات الطبيعية والتكامل الإقليمي.