بدأت ولاية فلوريدا تنفيذ رحلات ترحيل المهاجرين من مركز الاحتجاز المعروف باسم ألكاتراز التماسيح، وسط تصاعد الانتقادات بشأن الظروف الإنسانية في المنشأة الواقعة بمنطقة الإيفرجليدز.
ألكاتراز التماسيح يشهد أولى رحلات الترحيل
أعلن حاكم الولاية رون ديسانتيس أن رحلتين أو ثلاثاً أقلعت من المركز في أول دفعة، وتم خلالها ترحيل نحو 100 مهاجر. وأوضح أن مئات آخرين نُقلوا إلى مراكز ترحيل اتحادية في ولايات أخرى مثل لويزيانا.
وأكد ديسانتيس أن وتيرة هذه العمليات ستتصاعد في الأسابيع المقبلة، ما يعزز من حجم عمليات الترحيل في إطار خطة موسعة على مستوى الولاية والبلاد.
ألكاتراز التماسيح يثير الانقسام بين التأييد والرفض
بينما يرى المسؤولون أن المركز يمثل إنجازاً تنظيمياً، تؤكد منظمات حقوق الإنسان أن ألكاتراز التماسيح يعاني من أوضاع غير إنسانية، تشمل تكدس المحتجزين وغياب المرافق الصحية.
وصف بعض المحتجزين الزنزانات بأنها “أقفاص كلاب”، وسط شكاوى من البعوض، الحشرات، ارتفاع درجات الحرارة، وانعدام الخصوصية. كما أكدوا أن الأضواء تبقى مشتعلة طوال الوقت، ما يسبب توتراً مستمراً.
مخاطر صحية داخل ألكاتراز التماسيح
حذرت خبيرة الأمراض المعدية أيلين مارتي من احتمال تفشي أمراض مثل الملاريا أو الضنك، نتيجة وجود مليارات البعوض في المنطقة. وأشارت إلى غياب إجراءات التبخير المناسبة لحماية النزلاء.
كما أفادت تقارير منظمات مدنية بنقل ما لا يقل عن ستة أشخاص إلى المستشفيات، بسبب سوء الأحوال الصحية داخل ألكاتراز التماسيح.
شكاوى قانونية حول انتهاك حقوق المحتجزين
رفعت منظمة الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية دعوى قضائية ضد السلطات الفيدرالية، متهمة إدارة المركز بحرمان المحتجزين من حقوقهم القانونية، بما في ذلك الوصول لمحامين أو إجراء مكالمات سرية.
ووفقاً للدعوى، فإن الوسائل المتاحة للمحتجزين للتواصل مع الخارج تقتصر على مكالمات مراقبة لا تتجاوز خمس دقائق، وهو ما يعتبر انتهاكاً لحقوق الدفاع الأساسية.
دفاع رسمي وتمويل ضخم للمركز
أكد المسؤولون أن المركز يفي بأعلى معايير الاحتجاز، حيث يتوفر به ماء شرب ومرافق نظافة واستحمام، ويضم أنظمة أمان متقدمة تشمل كاميرات مراقبة وأسلاك شائكة.
تبلغ تكلفة تشغيل ألكاتراز التماسيح نحو 450 مليون دولار سنوياً، مع تعويض حكومي بقيمة 245 مليون دولار. وتقوم وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية بتشغيل المنشأة.
خطط للتوسع في احتجاز المهاجرين
أعلن ديسانتيس أن الولاية قد تبدأ بناء مركز جديد في “كامب بلاندينغ”، مؤكداً استعداد فلوريدا لاستيعاب المزيد من عمليات الترحيل ضمن خطة وطنية توصف بأنها الأضخم في تاريخ الولايات المتحدة.
يظل المركز مثار جدل واسع، وسط تضارب في المواقف بين مؤيدين يرونه إجراءً ضرورياً لضبط الهجرة، ومعارضين يرونه انتهاكاً صارخاً لكرامة الإنسان.