أدى الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة إلى قطع الأموال عن مدارس تعتمد على التمويل الفيدرالي لتغطية الجزء الأكبر من ميزانياتها، ما اضطرها لإلغاء برامج حيوية وإيقاف مشاريع. وتواجه هذه المدارس أزمة مالية حادة بسبب توقف مساعدات تصل قيمتها إلى 1.6 مليار دولار سنوياً.
وفي منطقة تشينلي التعليمية بولاية أريزونا، الواقعة في قلب أراضي قبيلة نافاهو والممتدة عبر 6800 كيلومتر مربع، يأتي نصف الإيرادات من برنامج فيدرالي واحد يسمى “مساعدات الأثر”.
وأوقفت المنطقة برامج ما بعد المدرسة التي يعتمد عليها التلاميذ للحصول على وجبات غذائية. وقال كوينسي ناتاي، مشرف المنطقة: “ربما يعود الأطفال إلى منازلهم دون طعام، لأن هذه قد تكون الوجبات الثلاث الوحيدة التي يحصلون عليها يومياً”.
برنامج “مساعدات الأثر” يستهدف نحو ثمانية ملايين طالب
ويستهدف برنامج “مساعدات الأثر” نحو ألف منطقة تعليمية تضم نحو ثمانية ملايين طالب، وتحصل أريزونا على أكبر حصة من هذا البرنامج بسبب قواعدها العسكرية وأراضيها القبلية الواسعة.
وتشمل المناطق المستفيدة تلك التي تحتوي على محميات أميركية أصلية أو قواعد عسكرية أو مجمعات فيدرالية أخرى، حيث لا يمكن فرض ضرائب على الأراضي الفيدرالية.
وفي منطقة تشينلي، تُستخدم مساعدات الأثر البالغة 30 مليون دولار لدفع رواتب المعلمين ورياض الأطفال بدوام كامل ونفقات أخرى.
وأوقف ناتاي عدة مشاريع بناء، محذراً من أن المنطقة ستحتاج لاقتراض أموال لدفع الرواتب خلال أشهر إذا لم تُستأنف المدفوعات.
الإغلاق في أمريكا أدى لتسريح موظفي وزارة التعليم
وتزداد الأوضاع تعقيداً بسبب تسريح موظفي وزارة التعليم الذين يردون عادة على استفسارات المناطق التعليمية، مع التخطيط لإلغاء وظائفهم نهائياً.
وقالت شيريس إيماي، المديرة التنفيذية للجمعية الوطنية للمدارس المتأثرة فيدرالياً: “العديد من مناطقنا تتقلص، فهي تلجأ إلى احتياطياتها أو أي تمويل آخر يمكن استخدامه للوفاء برواتب الموظفين”.
وحذر فويد سانت بيير، مشرف منطقة روكي بوي في مونتانا، من أن نفقات طارئة كبيرة قد تستنفد الاحتياطيات سريعاً، مشيراً إلى أن تكلفة إصلاح غلاية معطلة في منتصف الشتاء تبلغ 300 ألف دولار.




