فتحت النجمة الإعلامية أوبرا وينفري طريقها الخاص في جزيرة ماوي بولاية هاواي، أمام السكان المحليين لمساعدتهم على الإخلاء إلى أماكن مرتفعة، وذلك وسط تحذيرات من موجات التسونامي التي ضربت المنطقة عقب زلزال قوي قبالة السواحل الروسية.
زلزال بقوة 8.8 درجة يهز المحيط الهادئ
وقع الزلزال المدمر بقوة 8.8 درجة على مقياس ريختر قبالة شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا، يوم الثلاثاء 29 يوليو 2025، في تمام الساعة 11:24 صباحاً بالتوقيت المحلي. يُعتبر هذا الزلزال من بين أقوى الزلازل المسجلة في التاريخ الحديث، حيث يحتل المرتبة السادسة في قائمة أقوى الزلازل التي رصدتها أجهزة القياس الحديثة.
أشار المسح الجيولوجي الأمريكي إلى أن مركز الزلزال كان على بُعد 119 كيلومتراً شرق جنوب شرق مدينة بيتروبافلوفسك-كامتشاتسكي الروسية، على عمق 20.7 كيلومتر تحت سطح البحر. تسبب الزلزال في حدوث موجات تسونامي وصل ارتفاعها إلى 4 أمتار في المناطق الروسية المتضررة.
تحذيرات التسونامي تنتشر عبر المحيط الهادئ
أصدر المركز الأمريكي لتحذيرات التسونامي في المحيط الهادئ تحذيرات عاجلة شملت هاواي واليابان وألاسكا والساحل الغربي للولايات المتحدة. وصلت الموجات الأولى إلى هاواي بعد الساعة 7:17 مساءً بالتوقيت المحلي، مع رصد موجات بارتفاع 5.7 قدم في كاهولوي بماوي، و4.9 قدم في هيلو.
أعلنت دائرة الطوارئ في هونولولو حالة تأهب قصوى، ودعت السكان في المناطق الساحلية إلى “اتخاذ إجراءات فورية” والتوجه إلى المناطق المرتفعة. حاكم هاواي جوش غرين أعلن حالة الطوارئ في الولاية، محذراً المواطنين من عدم الانتظار والإسراع في الإخلاء.
موقف أوبرا وينفري من فتح الطريق
وسط حالة الفوضى المرورية والإخلاء العاجل في ماوي، ظهرت ادعاءات على وسائل التواصل الاجتماعي تتهم أوبرا وينفري بعدم فتح طريقها الخاص أمام السكان المحليين للهروب إلى المناطق المرتفعة. غير أن المتحدث باسم النجمة الإعلامية رد بسرعة على هذه الادعاءات قائلاً: “بمجرد سماعنا تحذيرات التسونامي، اتصلنا بقوات إنفاذ القانون المحلية ووكالة فيما لضمان فتح الطريق”.
أكد المتحدث أن “أي تقارير مخالفة لذلك غير صحيحة”، مضيفاً أن “قوات إنفاذ القانون المحلي موجودة حالياً في الموقع لمساعدة السكان، بالسماح لـ50 سيارة في المرة الواحدة لضمان سلامة الجميع. الطريق ستبقى مفتوحة طالما كان ذلك ضرورياً”.
التوضيح الرسمي حول ملكية الطريق
كشفت التحقيقات الصحفية أن الطريق المعروف باسم “طريق أوبرا” لا تملكه النجمة الإعلامية فعلياً، بل يملكه مزرعة هاليكالا رانش. أوضح سكوت مايدل، رئيس المزرعة، لوكالة أسوشيتد برس أن وينفري لديها اتفاقية حق انتفاع مع المزرعة تسمح لها باستخدام الطريق وإجراء تحسينات عليه.
أكد مايدل أن المزرعة اتصلت بإدارة الإطفاء المحلية ووكالة إدارة الطوارئ في ماوي حوالي الساعة 3 مساءً بالتوقيت المحلي، بعد فترة وجيزة من إصدار تحذير التسونامي. أصبح الطريق متاحاً للجمهور بعد الساعة 5 مساءً بقليل، وساعد موظفو المزرعة في إخلاء حوالي 150 إلى 200 مركبة حتى الساعة 7 مساءً.
البيان الرسمي من مقاطعة ماوي
أصدرت وكالة إدارة الطوارئ في مقاطعة ماوي بياناً رسمياً في الساعة 7 مساءً يوم 29 يوليو، أكدت فيه أن “طريق أوبرا مفتوح للوصول إلى المناطق المرتفعة، وفقاً لإدارة شرطة ماوي”. جاء هذا التأكيد ضمن تحديث شامل حول إجراءات الإخلاء وحالة الطرق في الجزيرة.
نصح البيان الرسمي السكان باستخدام طرق بديلة لتجنب الازدحام، مشيراً إلى أن “طريق ماوي فيترانز هايواي مزدحم؛ استخدموا طريق كين هول باتجاه طرق هانسن وبوليهو للوصول إلى كولا. الطريق أعلى ملعب ماكينا للغولف يوفر الوصول إلى أولوبالاكوا”.
تطور الوضع وإلغاء التحذيرات
بحلول الساعة 11 مساءً بالتوقيت المحلي في هاواي، خففت السلطات من مستوى التحذير من “تحذير تسونامي” إلى “إنذار تسونامي”، بعد أن تبين أن الموجات الواصلة كانت أقل تدميراً من المتوقع. أكد ستيفن لوغان، مدير وكالة إدارة الطوارئ في هاواي، أن الذين تم إخلاؤهم يمكنهم العودة إلى منازلهم.
كريستي نويم، وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية، أعلنت صباح الأربعاء أن خطر التسونامي الكبير على الولايات المتحدة “انتهى تماماً”. وقالت: “نحن في وضع جيد جداً الآن. كنا مستعدين تماماً للاستجابة إذا لزم الأمر، لكننا ممتنون لأننا لم نضطر للتعامل مع الوضع الذي كان يمكن أن يكون عليه”.
السياق التاريخي لأوبرا وينفري في ماوي
تملك أوبرا وينفري عقارات في ماوي منذ عام 2002، بما في ذلك مزرعة بقيمة 60 مليون دولار تضم طريقاً خاصاً يربط منطقة وايليا الساحلية بمرتفعات كولا. هذه ليست المرة الأولى التي تفتح فيها وينفري طريقها للاستخدام العام أثناء الطوارئ، حيث فتحته سابقاً خلال حرائق 2019 في ماوي.
بعد حرائق ماوي المدمرة في أغسطس 2023، أسست وينفري مع دواين جونسون صندوق شعب ماوي بتبرع قدره 10 مليون دولار لمساعدة السكان الذين فقدوا منازلهم، وجمع الصندوق حوالي 60 مليون دولار بحلول أبريل 2024.
الأضرار والاستجابة الدولية
لم تسجل السلطات الأمريكية أضراراً كبيرة من موجات التسونامي، رغم وصولها إلى سواحل كاليفورنيا وواشنطن وأوريغون. في الجانب الروسي، تعرضت مدن ساحلية لأضرار في المباني والبنية التحتية، مع إصابات طفيفة لعدة أشخاص دون وفيات.
أُجليت حوالي 1.9 مليون شخص في اليابان كإجراء احترازي، مع وصول موجات بارتفاع متر ونصف إلى السواحل الشمالية. السلطات اليابانية رفعت معظم تحذيرات التسونامي بحلول صباح الأربعاء بعد تأكدها من أن الخطر قد زال.
يُذكر أن هذا الزلزال هو الأقوى منذ زلزال توهوكو عام 2011 في اليابان بقوة 9.0 درجة، والذي تسبب في كارثة فوكوشيما النووية وأودى بحياة أكثر من 18 ألف شخص. لكن الخسائر هذه المرة كانت محدودة نسبياً بفضل الاستعداد المبكر وإجراءات الإخلاء الفعالة.