ذكرت وسائل إعلام محلية أن أربعة أشخاص لاقوا حتفهم وأصيب العشرات في العاصمة الكينية نيروبي اليوم الخميس، بعد أن أطلقت قوات الأمن النار وألقت عبوات الغاز المسيل للدموع لتفريق حشود هائلة في ملعب وضع به جثمان رئيس الوزراء السابق رايلا أودينجا،وفق ما أفادت به وكالة رويترز.
وقد وصلت طائرة في رحلة عادية تقل جثمان أودينجا، البالغ من العمر 80 عاماً، قادمةً من الهند حيث وافته المنية أثناء تلقيه العلاج.
وعقب إنزال التابوت من الطائرة، اندفع المئات من أنصار زعيم «الحركة الديمقراطية من أجل الإصلاح» تجاه المنطقة الأمنية المحيطة بالمدرج، ما اضطر قوات الأمن إلى إطلاق النار التحذيري والغاز المسيل للدموع لتفريقهم،.
أودينجا يعد من أبرز وجوه المعارضة في كينيا
ويعد أودينجا، الذي خاض خمس محاولات رئاسية منذ عام 1997 وتبوأ منصب رئيس الوزراء في عام 2008، أحد أبرز وجوه المعارضة في كينيا.
وقد نال تقدير شعبه على مدار ثلاثة عقود دفعه للوقوف في وجه الانتهاكات الانتخابية ودعا إلى إصلاحات دستورية واسعة.
وكان الراحل يحظى بمساندة كبيرة داخل قومية اللو في مقاطعة ويسترن، حيث رفع كثيرون شعارات تُجسّد التهميش الذي عاشوه.
الداخلية الكينية: القوات اضطرت لاستخدام القوة لإعادة النظام وحماية الممتلكات
وصرح متحدث باسم وزارة الداخلية الكينية بأن «القوات اضطرت لاستخدام القوة التناسبية لإعادة النظام وحماية ممتلكات المطار الحيوية».
وأضاف أن التحقيقات بدأت فوراً لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتورطين. بدوره، أعلن رئيس الجمهورية ويليام روتو الحداد الوطني لمدة سبعة أيام وأمر بإجراء تحقيق شفاف في ملابسات مقتل الأبرياء.
أحزاب المعارضة تتهم القوات باستخدام القوة المفرطة تجاه المواطنين
في المقابل، اتهمت أحزاب المعارضة «قوات النخبة الأمنية» باستخدام القوة المفرطة ضد مشيعي أودينجا.
ودعت رئيستها ريتشل أودينغا، ابنة الراحل، إلى «وقف إطلاق النار على مواطنين كانوا ينوون وداع والدهم الأخير»، معتبرةً أن ما جرى «لا يتناسب مع روح الحدث وأنه تجاوز حدود قانونية وإنسانية».
ودعت المفوضية الوطنية لحقوق الإنسان الكينية إلى «التضامن مع أسر الضحايا ومحاسبة كل من أفرط في استخدام القوة».
وطالبت مفوضية الانتخابات بالاستفادة من هذا الحدث لتعزيز ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة وضمان عدم تكرار مثل هذه الانفلاتات الأمنية.