اعترفت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نجوزي أوكونجو إيويالا بأن إدارات أمريكية متتالية قدمت انتقادات مشروعة وموجهة للنظام التجاري متعدد الأطراف الذي تشرف عليه المنظمة منذ تأسيسها عام 1995.
وأشارت أوكونجو إيويالا في مقالة رأي نشرتها بصحيفة فاينانشيال تايمز إلى أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة وجهت انتقادات معقولة حول قواعد منظمة التجارة العالمية.
وأضافت أنه رغم عدم الاتفاق مع الإجراءات الأحادية الجانب التي تتبناها حالياً إدارة الرئيس ترامب، فإن هناك نقاطاً حقيقية في الاحتجاجات الأمريكية تستحق الاهتمام والدراسة الجادة.
أمريكا انتقدت منظمة التجارة العالمية في عدة محاور أساسية من نظامها
وتركزت الانتقادات الأمريكية التاريخية على عدة محاور أساسية، حيث يشمل ذلك عدم فعالية جهاز تسوية منازعات المنظمة الذي تعطلت محكمته العليا منذ عام 2019 بسبب حجب أمريكي للموافقة على تعيين القضاة.
كما طالت الانتقادات عدم وضوح النصوص الخاصة بالقومية الاقتصادية الصينية والإعانات الصناعية، إلى جانب عدم المساواة في جداول الرسوم الجمركية بين الدول الأعضاء.
أوكونجو تقر بوجود فجوات حقيقية في النظام التجاري الدولي الحالي
وأقرت أوكونجو إيويالا أن النظام التجاري الدولي الحالي يعاني من فجوات حقيقية تحتاج إلى معالجة شاملة وعاجلة.
وأكدت أن معظم القواعد الأساسية للمنظمة تعود إلى التسعينيات ولم تواكب التطورات الاقتصادية والتكنولوجية المعاصرة، لا سيما في مجالات التجارة الرقمية والخدمات والاقتصاد الأخضر.
أوكونجو: الحل لا يكون عبر الإجراءات الأحادية الجانب
لكن المديرة العامة برّرت موقفها بأن الحل لا يكون عبر الإجراءات الأحادية الجانب، وأوضحت أن الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن انحرفت عن قواعد المنظمة، وشكلت أكبر صدمة للنظام التجاري العالمي في ثمانين سنة.
وحذرت من أن استمرار هذا النهج قد يؤدي إلى تراجع حاد في التجارة العالمية وخسائر اقتصادية تصل إلى 7% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي على المدى الطويل.
ودعت أوكونجو إيويالا الأعضاء إلى استغلال الأزمة الحالية كفرصة لإصلاح شامل للمنظمة، مؤكدة أن النظام التجاري متعدد الأطراف لا يزال يحافظ على استقراره الأساسي، حيث تجري 72% من التجارة العالمية وفقاً لقواعد منظمة التجارة العالمية رغم الاضطرابات الراهنة.
واعتبرت المسؤولة الأممية أن معالجة الانتقادات الأمريكية المشروعة يتطلب إرادة سياسية جماعية وليس انحرافاً عن النظام القائم على القواعد، كما دعت الدول إلى التعاون على تحديث قواعد المنظمة وجعلها أكثر مرونة وكفاءة وشمولاً لمعالجة التحديات الحديثة.




