
في خطوة تاريخية غير مسبوقة منذ تأسيس المنصب قبل أكثر من خمسة قرون، أعلنت الكنيسة الإنجليكانية في إنجلترا تعيين الأسقفة سارة مولالي (Sarah Mullally) لتتولى منصب رئيس أساقفة كانتربري، لتصبح أول امرأة تتبوأ هذا الكرسي الروحي الرفيع منذ إنشائه في عام 597 م.
مولالي، البالغة من العمر 63 عاماً، شغلت سابقاً منصب أسقفة لندن، وهو ثاني أعلى منصب في الكنيسة، كما أنها عملت لسنوات طويلة في مجال التمريض وكانت تشغل منصب كبير مسؤولي التمريض في إنجلترا قبل دخولها السلك الكهنوتي.
القرار اعتُبر لحظة مفصلية في تاريخ الكنيسة الإنجليكانية، إذ يحمل رمزية كبيرة تتجاوز حدود إنجلترا، ليؤثر على جميع الفروع التابعة للطائفة حول العالم، والتي يتجاوز عدد أتباعها 85 مليون شخص.
ورغم الترحيب الواسع بهذا التعيين من قبل مؤسسات كنسية وحقوقية اعتبرته انتصاراً لمبدأ المساواة وتمكين المرأة، فإن بعض الأوساط المحافظة داخل الطائفة أبدت اعتراضها، معتبرة أن هذا القرار يتعارض مع “التقاليد الدينية” المتوارثة.
تصريحات ودلالات
في أول تصريح لها بعد التعيين، قالت مولالي:
“إنها مسؤولية ضخمة وفرصة للعمل من أجل السلام، العدالة، وخدمة جميع أبناء الكنيسة دون تمييز.”
ويرى مراقبون أن اختيار امرأة لهذا المنصب في هذا التوقيت يعكس سعي الكنيسة لمواكبة المتغيرات الاجتماعية والثقافية، وإرسال رسالة قوية حول مكانة المرأة ودورها القيادي داخل المؤسسات الدينية الكبرى.