حقق المرشح المعتدل طوفان إرهورمان فوزاً ساحقاً في الانتخابات الرئاسية لجمهورية شمال قبرص التركية، متغلباً على الرئيس الحالي إرسين تتار المدعوم من تركيا، فيما يعد تحولاً سياسياً كبيراً قد يعيد إحياء محادثات السلام المتوقفة منذ ثماني سنوات لإعادة توحيد الجزيرة المنقسمة.
إرهورمان يحصل على نسبة 62.76 بالمئة من الأصوات
وأعلن رئيس المجلس الأعلى للانتخابات بيرتان أوزرداغ النتائج النهائية، التي أظهرت حصول إرهورمان، زعيم الحزب الجمهوري التركي من يسار الوسط، على نسبة 62.76 بالمئة من الأصوات، في مقابل 35.81 بالمئة لمنافسه تتار.
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 64.87 بالمئة، حيث أدلى 218 ألفاً و313 ناخباً بأصواتهم في 777 مركز اقتراع منتشرة في جميع أنحاء البلاد.
وتمكن إرهورمان من حسم الانتخابات من الجولة الأولى، دون الحاجة إلى جولة ثانية كان من المقرر إجراؤها في 26 أكتوبر الحالي في حال لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة.
برنامج إرهورمان الانتخابي يركز على استئناف المفاوضات
وركز إرهورمان، المحامي البالغ من العمر 55 عاماً، في برنامجه الانتخابي على أهمية استئناف المفاوضات مع القبارصة اليونانيين حول مستقبل الجزيرة، متعهداً بدراسة إمكانية تحقيق حل اتحادي ترعاه الأمم المتحدة، والذي يسعى لإنهاء الانقسام الذي استمر لنحو 50 عاماً.
وشارك إرهورمان في المفاوضات السابقة لحل النزاع القبرصي خلال الفترة التي تولى فيها محمد علي طلعت رئاسة جمهورية شمال قبرص التركية، بين عامي 2008 و2010، كما شغل منصب رئيس الوزراء من فبراير/شباط 2018 إلى مايو/أيار 2019.
تهنئة من الزعماء القبارصة اليونانيين
وبادر نيكوس خريستودوليديس، رئيس جمهورية قبرص اليونانية، بتهنئة إرهورمان على فوزه، معرباً عن أمله في اللقاء به في أقرب وقت ممكن.
وأكد خريستودوليديس في بيان نشره على منصة “إكس” التزامه السياسي القوي باستئناف المفاوضات الجوهرية لإيجاد حل للمشكلة القبرصية من النقطة التي توقفت عندها في كرانس مونتانا، تماشياً مع إعلان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وأضاف أن “الاجتماع الموسع غير الرسمي القادم يمثل فرصة هامة لاستئناف العملية، مشدداً على أن الحل يجب أن يستند إلى قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومبادئ الاتحاد الأوروبي”.
الموقف التركي من فوز إرهورمان
وهنأ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إرهورمان بفوزه في الانتخابات، قائلاً إن “نتيجة الانتخابات أظهرت نضج القبارصة الأتراك من الناحية الديمقراطية”.
وأضاف إردوغان: “سنواصل، نحن في تركيا، الدفاع عن الحقوق والمصالح السيادية لشمال قبرص، جنباً إلى جنب مع إخوتنا القبارصة الأتراك، في جميع المحافل”.
ومن جانبه، رفض دولت باهتشيلي، زعيم حزب الحركة القومية اليميني وحليف إردوغان الرئيسي، نتائج الانتخابات، قائلاً إن “نسبة المشاركة كانت ضعيفة جداً”، داعياً برلمان شمال قبرص إلى الانعقاد وإعلان انضمامها إلى تركيا.
