استدعت وزارة الخارجية الإسبانية صباح اليوم الثلاثاء القائم بالأعمال الإسرائيلي في مدريد، دانا إرليخ، للاحتجاج على تصريحات “غير مقبولة” أدلى بها وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر تجاه رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز.
وتمثل هذه الخطوة تصعيداً جديداً في التوترات الدبلوماسية المتفاقمة بين البلدين على خلفية الموقف الإسباني من الحرب في غزة، وفقاً لرويترز.
وذكرت وزارة الخارجية في بيان “ستستدعي وزارة الخارجية … القائم بالأعمال في السفارة الإسرائيلية في إسبانيا احتجاجا على التصريحات والمواقف غير المقبولة لوزير الخارجية الإسرائيلي تجاه إسبانيا ورئيس الوزراء”.
الاستدعاء سيكون الثاني القائم بالأعمال الإسرائيلي خلال أسبوع
وستكون هذه المرة الثانية في أقل من أسبوع التي يستدعي فيها وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس القائم بالأعمال للاحتجاج على تصريحات للحكومة الإسرائيلية.
ساعر وصف رئيس الوزراء الإسباني بأنه “معاد للسامية وكاذب”
ووصف ساعر على موقع إكس يوم أمس الاثنين رئيس الوزراء الإسباني بأنه “معاد للسامية وكاذب”، وذلك بعد أن دعم رئيس الوزراء الإسباني احتجاجات حاشدة مناصرة للفلسطينيين في مدريد، والتي أدت إلى إلغاء المرحلة الأخيرة من سباق للدراجات.
وأضاف ساعر في تصريحاته: “سانشيز وحكومته الشيوعية معادون للسامية وأعداء للحقيقة”.
وجاءت هذه التصريحات رداً على دعوة سانشيز إلى منع إسرائيل من المشاركة في المنافسات الرياضية الدولية، وذلك بعد أن دعم رئيس الوزراء الإسباني الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين التي أدت إلى إلغاء المرحلة الأخيرة من سباق “فويلتا إسبانيا” للدراجات في مدريد.
إلغاء سباق الدراجات وسط احتجاجات فلسطينية
وقد شهد سباق “فويلتا إسبانيا” للدراجات الهوائية اضطرابات غير مسبوقة خلال مراحله المختلفة، حيث تعرض المسار لاحتجاجات شبه يومية من المؤيدين للقضية الفلسطينية على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية.
وتوقفت المرحلة الحادية والعشرون والأخيرة من الطواف نهائياً يوم الأحد قبل 56 كيلومتراً من خط الوصول في مدريد، بسبب اقتحام متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين للمسار.
وقد اقتحم النشطاء المسار في عدة مدن إسبانية رافعين الأعلام الفلسطينية، حيث تكررت الاحتجاجات في فيجيريس وأندورا وبلباو، وشهدت المرحلة الخامسة عشرة حادثاً مؤسفاً بعد اصطدام متظاهر بالدراج الإسباني خافي رومو، الذي اضطر للانسحاب.
وتصاعدت الأصوات داخل إسبانيا التي ترفض وجود الفريق الإسرائيلي، ما دفعه لاحقاً إلى إزالة اسم “إسرائيل” من زيه الرسمي.
وبلغت الاحتجاجات ذروتها في ساحة سيبيليس بمدريد، حيث خرجت حشود ضخمة رافعة الأعلام الفلسطينية وأغلقت الطرق المؤدية إلى الحلبة الختامية.
موقف سانشيز من الاحتجاجات ضد إسرائيل
وأشاد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بالمتظاهرين المؤيدين لفلسطين، معتبراً أن إسبانيا تمثل “نموذجاً ومصدر فخر للمجتمع الدولي” بسبب الاحتجاجات التي نُظّمت خلال السباق ضد ما وصفه بـ”الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في غزة”.
وقال سانشيز في كلمة ألقاها في تجمع نظمه حزبه “الاشتراكي العمالي الإسباني” في مدينة ملقا: “يجب على المنظمات الرياضية أن تنظر فيما إذا كان من الأخلاقي أن تستمر إسرائيل في المشاركة بالمسابقات الدولية.. لماذا طُرد روسيا بعد غزو أوكرانيا وعدم طرد إسرائيل بعد اجتياح غزة؟”.
وأضاف: “حتى تنتهي الهمجية، لا ينبغي أن تكون روسيا ولا إسرائيل في أي منافسة دولية”، وأعرب عن إعجابه بالشعب الإسباني الذي احتشد من أجل “قضايا عادلة مثل القضية الفلسطينية”.