المغرب يعيد فتح سفارته في دمشق بعد سنوات من الإغلاق

المغرب يعلن رسمياً إعادة فتح سفارة المغرب في دمشق بعد 13 عاماً من الإغلاق، في خطوة استراتيجية تعكس تحولاً كبيراً في العلاقات الثنائية.

فريق التحرير
فريق التحرير
افتتاح سفارة المغرب في دمشق

ملخص المقال

إنتاج AI

أعلن المغرب إعادة فتح سفارته في دمشق بعد 13 عامًا، في خطوة تعكس تحولًا في العلاقات بعد سقوط نظام الأسد وتولي قيادة جديدة تسعى للتعاون والاحترام المتبادل. هذه الخطوة تأتي استجابة لتغيرات إقليمية وتفتح آفاقًا للتعاون الثنائي.

النقاط الأساسية

  • أعلن المغرب إعادة فتح سفارته في دمشق بعد 13 عامًا، في قمة بغداد.
  • يأتي القرار بعد زيارة بعثة مغربية لسوريا، واستجابة لتغيرات إقليمية.
  • سوريا رحبت بالخطوة وأغلقت مكاتب البوليساريو، دعمًا للوحدة المغربية.

أعلن الملك محمد السادس رسمياً قرار إعادة فتح سفارة المغرب في دمشق بعد 13 عاماً من الإغلاق، وذلك خلال كلمته في القمة العربية الرابعة والثلاثين المنعقدة ببغداد.

إعادة فتح سفارة المغرب في دمشق بعد 13 عاماً

وزير الخارجية ناصر بوريطة خلال القمة أن المغرب قرر استئناف عمل سفارته في دمشق، في خطوة تعكس تحولاً مهماً في العلاقات المغربية السورية بعد سنوات من الانقطاع.

إعادة فتح سفارة المغرب في دمشق تعكس تحولاً استراتيجياً

أغلق المغرب سفارته بدمشق في عام 2012 احتجاجاً على ما وصفه بانتهاكات واسعة ارتكبها النظام السوري بحق المتظاهرين. كما طرد السفير السوري من الرباط، مما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل.

في رسالته إلى القمة، شدد العاهل المغربي على تمسك بلاده بدعم تطلعات الشعب السوري في تحقيق الحرية والاستقرار، مع الالتزام بوحدة سوريا وسيادتها.

وقد اعتبر الملك محمد السادس أن إعادة فتح السفارة المغربية في دمشق تفتح آفاقاً جديدة للعلاقات الثنائية بين الشعبين، وتأتي استجابة لمعطيات إقليمية متغيرة.

الإجراءات العملية لعودة البعثة الدبلوماسية المغربية

تنفيذاً لتعليمات العاهل المغربي، استأنفت السفارة المغربية في دمشق عملها يوم الأحد 7 يوليو 2025، بعدما زارت بعثة تقنية مغربية العاصمة السورية أواخر مايو لمتابعة الاستعدادات اللوجستية والإدارية.

وقد عقد أعضاء البعثة محادثات مكثفة مع مسؤولين من وزارة الخارجية السورية لتسهيل إعادة فتح السفارة. وتمت مباشرة العمل مؤقتاً في المقر القديم، ريثما تكتمل أعمال التهيئة للمقر الجديد.

موقف سوريا من إعادة فتح سفارة المغرب في دمشق

رحب وزير الخارجية السوري الجديد، أسعد الشيباني، بقرار إعادة فتح السفارة، معرباً عن امتنانه للمبادرة المغربية التي وصفها بأنها تمثل خطوة نحو استعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين.

وأكد الشيباني التزام حكومته باحترام السيادة المغربية، وهو ما انعكس في قرار إغلاق مكاتب جبهة البوليساريو في دمشق، خلال زيارة الوفد التقني المغربي.

وقد قامت بعثة مغربية سورية مشتركة بالإشراف على تنفيذ هذا الإغلاق، ما يشير إلى نوايا واضحة لدى القيادة السورية الجديدة لتصحيح مواقف سابقة.

السياق الإقليمي الذي رافق إعادة فتح سفارة المغرب في دمشق

تأتي هذه التطورات في ظل تغييرات سياسية شاملة شهدتها سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024 وتولي أحمد الشرع قيادة البلاد في مرحلة انتقالية.

الإدارة السورية الجديدة تسعى إلى إعادة رسم سياساتها الخارجية، وبناء علاقات متوازنة قائمة على التعاون والاحترام المتبادل، وهو ما ينسجم مع المبادئ التي أكد عليها العاهل المغربي.

وقد بعث الملك محمد السادس برسالة تهنئة إلى الرئيس السوري الجديد، أكد فيها دعم المغرب الكامل للشعب السوري في سعيه نحو الاستقرار السياسي والتنمية.

أبعاد ودلالات إعادة فتح السفارة المغربية

تحمل إعادة فتح سفارة المغرب في دمشق أبعاداً استراتيجية على مستويات متعددة، أبرزها تأكيد السياسة المغربية على الاستباقية والمرونة في التعاطي مع التحولات الإقليمية.

كما تمثل نجاحاً جديداً للدبلوماسية المغربية بقيادة ناصر بوريطة، خاصة فيما يتعلق بالدفاع عن قضية الوحدة الترابية للمملكة، في ضوء إغلاق مكاتب البوليساريو بسوريا.

من جهة أخرى، فإن هذه الخطوة تتيح فرصاً واسعة للتعاون الثنائي في مجالات عدة، أبرزها الأمن، والتجارة، والثقافة، والتعليم، وتعزز من حضور المغرب الفاعل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتؤكد هذه المبادرة أن المغرب يواصل أداء دور محوري في تقريب وجهات النظر العربية، مستنداً إلى رصيد من الثقة والمصداقية في علاقاته الإقليمية والدولية.