تحقيق لمشروع الشفافية التقنية TTP، – وهو مركز معلومات وأبحاث للصحفيين والأكاديميين، وصانعي السياسات، المهتمين باستكشاف تأثير المنصات التكنولوجيا على السياسة والحياة – كشف أن تجارة مزدهرة مرتبطة بالمسلحين الحوثيين في اليمن.
التحقيق كشف أن الحوثيين يستخدمون تطبيقات X وWhatsApp، فيما سميت بتقويض منصات التكنولوجيا لمصالح الأمن القومي للولايات المتحدة.
مشروع الشفافية حددت 130 حساباً من حسابات منصة X في اليمن، تقدم بنادق عالية القوة، وقاذفات قنابل يدوية وأسلحة أخرى.
وأكثر من نصف هذه الحسابات موجودة في صنعاء، عاصمة اليمن التي يسيطر عليها الحوثيون، وأعرب العديد منهم عن ولائهم للحوثيين أو عرضوا شعار الجماعة في منشوراتهم.
في بعض الحالات، تم وضع علامة واضحة على الأسلحة المعروضة للبيع على أنها “ملكية للحكومة الأمريكية”، ولم توضح الروايات كيف حصلوا عليها، لكن المتشددين بحسب التحقيق في جميع أنحاء العالم استغلوا السوق السوداء المزدهرة للأسلحة التي خلفتها القوات الأمريكية في أفغانستان.
تطبيقات WhatsApp وTelegram تستخدم للتواصل مع البائعين
وبحسب التحقيق فقد أشارت حسابات إكس المرتبطة بالحوثيين إلى تطبيقات المراسلة واتساب وتيلغرام، للتواصل مع البائعين.
كما أظهرت العديد من حسابات واتساب أنها حسابات أعمال مصممة خصيصاً لمساعدة الشركات على التفاعل مع العملاء، وفي بعض الحالات عرضوا كتالوج منتجات للبنادق للبيع.
تساؤلات حول دور منصات X وWhatsApp في هذه الأنشطة
تحقيق TTP قال تثير النتائج تساؤلات حول دور إكس، وواتساب، في أنشطة الحوثيين، الذين صنفتهم الولايات المتحدة منظمة إرهابية أجنبية، ويخضعون لعقوبات أمريكية متعددة.
فلدى كل من المنصتين سياسات تحظر مبيعات الأسلحة، ولكن من الواضح أنها لم تنفذها في هذه الحالات.
وبالإضافة إلى استضافة تجار الأسلحة، قامت منصة إكس بتشغيل إعلانات أسفل بعض منشورات الأسلحة، مما يشير أن الشركة حققت إيرادات منها.
وبحسب التحقيق فلم ترد إكس على طلب للتعليق، بينما رفضت Meta كذلك التعليق.
ويعتمد تقرير TTP على نتائج تقرير صدر في أغسطس 2024 من صحيفة التايمز في المملكة المتحدة، والذي وجد نشاطاً مشابهاً لتجارة الأسلحة على إكس وواتساب.
وفي تقرير منفصل في مايو 2025، حددت TTP عدداً من المسؤولين الحوثيين الذين لديهم حسابات زرقاء على X، مما يشير إلى أنهم دفعوا للمنصة مقابل الخدمة المتميزة.
حسابات منصة X
تحقيق TTP حدد 130 حساباً مقرها اليمن تعرض هذه الأسلحة للبيه، وبينت ما مجموعة 109 حساباً مواقعها في الملفات الشخصية على أنها في اليمن، فيما أظهر 21 حساباً إضافياً أنهم موجودون في اليمن من خلال مراجع في منشوراتهم، أو علامات الموقع في الصور، أو رموز الدول في أرقام الواتساب التي قدموها للاتصال بهم.
أكثر من نصف هذه الحسابات 72، ذكرت موقعها على أنها صنعاء، العاصمة، التي تخضع لسيطرة الحوثيين منذ عقد من الزمان.
كما أظهرت العديد من هذه الروايات ولاءها لجماعة الحوثيين، وعرض بعضها أسلحة في صناديق مزينة بشعار الحوثيين.
الحسابات وأنواع الأسلحة التي يتم عرضها للبيع
أحد الحسابات على إكس والذي حدده مشروع الشفافية التقنية، ويحمل الاسم @yeusaf_mm أنه “لبيع وشراء الأسلحة”، وذكر موقعه صنعاء، وكان الحساب، الذي يضم أكثر من 2700 متابع يحتوي على صورة ملف تعريف لشعار بندقية، وصورة لافتة لبنادق، وبنادق مختلفة.
وكثيراً ما نشر هذا الحساب عن أسلحة معروضة للبيع، بما في ذلك بندقيتان من طراز AK-47 مع مخازن من 30 طلقة – توصف بأنها “فخر الصناعة العسكرية اليمنية”، وبندقية بولندية AK-47.
وذكر حساب آخر يحمل @mslslnsln1,، باللغة العربية، أن “للبيع والشراء لجميع أنواع الأسلحة والمعدات العسكرية”، وذكر موقعه سوقاً في صنعاء.
ووفقاً للتحقيق، فإن الحساب يحتوي على صورة ملف تعريف لشعار بندقية، وكانت صورة اللافتة الخاصة به صورة لبنادق معلق على رفوف على الحائط.
وهذا الحساب الذي يتابعه أكثر من 5100 متابع، صوراً متعددة للأسلحة المعروضة للبيع، بما في ذلك قاذفة قنابل صاروخية سوفيتية -RPG-2، ومجموعة مستنسخة تركية الصنع من كاربين M4.
عدد من حسابات X في التحقيق تعرض أسلحة أمريكية أو تتبع الناتو
وبحسب تقرير TTP فإن نحو ربع حسابات منصة إكس التي تتخذ من اليمن مقراً لها والتي حددها التحقيق أي ما يعادل 35 حساباً، تقدم ما بدأ أنه أسلحة عسكرية أمريكية أو غربية، وكانت جميع الأسلحة مختومة “ممتلكات حكومة الولايات المتحدة” أو “الناتو”.
السلاح الأكثر شيوعاً والذي يحمل علامة الحكومة الأمريكية هو بندقية M4، وهي بندقية يستخدمها الجيش الأمريكي، مثال على ذلك، الحساب @mslslnsln1,، فقد عرض الحساب مجموعة من أربع بنادق M4، وكلها مزودة بقاذفات قنابل يدوية M203عيار 40 ملم، ويكشف تكبير البنادق أنها مختومة بعبارة “ممتلكات حكومة الولايات المتحدة” وشعار Colt’s Manufacturing، ويوجه المنشور في الحساب المستخدمين إلى واتساب للاستفسار عن عملية الشراء.