احتفت منظمة اليونسكو مؤخرًا بالشاعر الإماراتي الراحل أحمد بن سليم، في ذكرى مرور 50 عامًا على وفاته، ضمن برنامج سنوي يحتفي بقامات الفكر والإبداع ويكرم رموز الثقافة العربية والعالمية. جاء التكريم بعد جهود دبلوماسية وثقافية بذلتها مؤسسات الإمارات الثقافية وشخصيات أدبية بارزة، مؤكدًا على عمق دور بن سليم في إثراء المشهد الشعري الخليجي والعربي في القرن العشرين ونقله لرسالة الإبداع الإماراتي إلى المحافل الدولية.
اليونسكو تدرج اسم أحمد بن سليم في برنامج الاحتفاء السنوي
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) عن إدراج اسم أحمد بن سليم ضمن قائمة الشخصيات الأدبية المحتفى بها في برنامج الذكرى السنوية (2026-2027)، استجابة لمطالب إماراتية وعربية بتعزيز حضور أدباء المنطقة في الأوساط العالمية. يرمز هذا التكريم إلى الاعتراف الدولي بقيمة الشاعر وجعل سيرته جزءًا من سردية الثقافة الإنسانية، إذ تفتتح فعاليات خاصة في باريس وأبوظبي ودبي وتعرض مختارات من أعماله ومعارض وثائقية عن حياته ومساهماته الأدبية.
شاعر الوجدان والإبداع
عرف أحمد بن سليم برؤيته الإنسانية والإبداعية، فكان صوتًا مؤثرًا ينقل تفاصيل المجتمع الإماراتي وتحوّلاته من البداوة إلى عصر النهضة الحديثة. امتازت قصائده بالبحث في الهوية والانتماء، وجسد في نصوصه الصدق العاطفي وأسئلة الوجود، ليصبح من المؤسسين الحقيقيين لتيار الشعر الحديث في منطقة الخليج العربي.
مغزى التكريم الثقافي
تكرّم اليونسكو سنويًا رموز الفكر والأدب الذين تركوا بصمة دائمة على ثقافة بلادهم، واختيار أحمد بن سليم يعكس نجاح دولة الإمارات في تصدير إبداعاتها وتفعيل الشراكات الدولية لحماية الإرث الأدبي. وتوازي هذه الخطوة جهود إماراتية سابقة لتكريم شخصيات مثل سلطان العويس وسلطان القاسمي، ما يجعل الإمارات مرجعًا ثقافيًا ديناميكيًا على خريطة العالم العربي.
فعاليات الاحتفاء وتعزيز الحوار الثقافي
من المقرر تنظيم ندوات شعرية وجلسات نقاش أدبية تجمع نخب المثقفين العرب والأجانب، وتعرضها الهيئات الثقافية بالتعاون مع اليونسكو. يشكل الاحتفاء منصة لتعريف الجيل الجديد بسيرة بن سليم ورسائله عن التسامح والتفاهم الإنساني، ويعزز صورة الإمارات كحاضنة للإبداع والحوار والتنوع بعيدًا عن الصراعات الإقليمية.
بهذا التكريم، يكتب اسم أحمد بن سليم فصلًا جديدًا في تاريخ الشعر العربي المعاصر، وينضم إلى قائمة رموز ساهمت في إثراء التراث الإنساني وأكدت أن الثقافة الرفيعة قادرة على بناء الجسور بين الشرق والغرب.




