كشفت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) أمس الخميس، أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي سيجري اتصالاً هاتفياً مشتركاً مع نظرائه من فرنسا وبريطانيا وألمانيا اليوم الجمعة لمناقشة المحادثات النووية والعقوبات، بحسب رويترز.
وتأتي هذه المحادثات في ظل تصاعد التوتر بين طهران والقوى الأوروبية حول البرنامج النووي الإيراني وآلية “العودة السريعة” للعقوبات التي تهدد بها الدول الأوروبية الثلاث.
وبحسب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، فإن المكالمة الهاتفية ستتناول “القضية النووية ومطالب إيران، وخاصة رفع ما تصفه طهران بالعقوبات غير العادلة، بالإضافة إلى ضرورة رد الأطراف الأخرى بشأن الهجمات الإجرامية على المنشآت النووية الإيرانية”.
بقائي أشار إلى أن وفداً إيرانياً سيسافر إلى فيينا اليوم الجمعة للالتقاء بمسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
تهديدات أوروبية بتفعيل آلية الزناد
تهدد القوى الأوروبية الثلاث بتفعيل آلية العودة السريعة لعقوبات الأمم المتحدة على إيران إذا لم تعد إلى طاولة المفاوضات النووية قبل نهاية أغسطس الجاري.
وبحسب رسالة أرسلتها الدول الثلاث إلى مجلس الأمن الدولي والأمين العام أنطونيو غوتيريش، فإنها “مستعدة لتفعيل آلية العودة السريعة إذا لم يتم التوصل إلى حل مُرضٍ قبل نهاية أغسطس 2025”.
وتقول هذه الدول، إلى جانب الولايات المتحدة، إن إيران تستغل البرنامج النووي ربما لتطوير أسلحة نووية، وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية باستمرار.
الموقف الإيراني الرافض للضغوط
ورفض وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي محاولات القوى الأوروبية تمديد الموعد النهائي، مؤكداً أن “هذه الدول ليس لديها الحق في تنفيذ آلية العودة السريعة، كما لا يمكنها تمديد الموعد النهائي”.
عراقجي أضاف أن إيران “لم تجد بعد أرضية مشتركة مع الأوروبيين للمفاوضات”.
وأوضح عراقجي في تصريحات الأربعاء أن إيران “لم تصل بعد إلى مرحلة النضج التي يمكن فيها إجراء مفاوضات فعالة مع الولايات المتحدة”.
مشيراً إلى أن بلاده تتعاون مع الصين وروسيا في “وضع استراتيجية لمواجهة آلية العودة السريعة لسنوات”.
وأكد أن الدول الثلاث عقدت “مناقشات مشتركة متنوعة ووضعت سلسلة من الإجراءات الجماعية التي ستنفذها إذا تم تفعيل آلية العودة السريعة”.
تعليق المحادثات الأميركية-الإيرانية
وقد علقت إيران المفاوضات مع الولايات المتحدة، التي كانت تهدف إلى كبح طموحات طهران النووية، بعد أن ضربت الولايات المتحدة وإسرائيل مواقعها النووية في يونيو الماضي.
وأشار عراقجي إلى أن بلاده مستعدة لاستئناف المحادثات مع واشنطن، لكن بشرط تقديم “ضمان قوي” بعدم تكرار الهجمات العسكرية على المنشآت النووية الإيرانية.
التحديات المتصاعدة للبرنامج النووي الإيراني
تشير التقارير إلى أن إيران رفعت مستويات تخصيب اليورانيوم إلى معدلات غير مسبوقة منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018، مما دفع الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إصدار تحذيرات متعددة.
كما هددت إيران بالانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية إذا تم إعادة فرض العقوبات عليها.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن المسؤولين الأميركيين يتوقعون تفعيل آلية العودة السريعة إذا لم تُظهر إيران استعداداً أكثر قوة لمعالجة المخاوف الغربية، كما ضغطوا على طهران للدخول في محادثات مباشرة معهم. وتعتبر الإدارة الأميركية الحالية أن منع إيران من الحصول على سلاح نووي أولوية قصوى، مع التأكيد على عدم التسامح مع برنامج نووي إيراني قادر على إنتاج أسلحة.