عقدت إيران محادثات نووية حاسمة مع ممثلين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا اليوم الثلاثاء في جنيف، في إطار جولة أخيرة من المفاوضات قبل انتهاء مهلة نهاية أغسطس المحددة لإعادة فرض العقوبات الدولية على طهران بشأن الملف النووي، وفقاً لأسوشيتد برس.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أعلن أمس الاثنين عن عقد هذه المحادثات، التي تأتي في ظل تهديد الدول الأوروبية الثلاث المعروفة باسم “مجموعة الثلاثة الأوروبية” بتفعيل آلية “الإعادة التلقائية” للعقوبات إذا فشلت إيران في الاستجابة لمطالبها.
الملف النووي:اجتماع جنيف يأتي متابعة لاجتماعات سابقة
تأتي هذه المحادثات كمتابعة لاجتماع سابق عُقد بين الأطراف الأوروبية وإيران في إسطنبول بتاريخ 25 يوليو الماضي.
وفي تلك المحادثات، وصف نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي النقاشات بأنها “جدية وصريحة ومفصلة”، مؤكداً أن الطرفين قدما “أفكاراً محددة” وأن المحادثات ستتواصل.
أهمية المباحثات بين الدول الأوروبية وإيران في جنيف
وتعتبر محادثات جنيف حاسمة لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني والاستقرار الإقليمي، خاصة مع اقتراب انتهاء مهلة آلية “الإعادة التلقائية” في 18 أكتوبر المقبل.
حيث تواجه إيران تحدياً دبلوماسياً كبيراً لتجنب العزلة الدولية المتزايدة والعقوبات الاقتصادية، بينما تتمسك الدول الأوروبية بمطالبها لإعادة إيران إلى التزاماتها النووية الدولية.
الشروط الأوروبية على إيران
واشترطت الدول الأوروبية عدة شروط على طهران لتجنب إعادة العقوبات، تشمل استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة حول برنامجها النووي، والسماح لمفتشي الأمم المتحدة النووية بالوصول لمنشآتها النووية، وتقديم تفسيرات حول أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب.
ما هي آلية إعادة فرض العقوبات على إيران؟
تنص آلية “الإعادة التلقائية” في اتفاق عام 2015 النووي على إمكانية تفعيلها من قبل أي طرف إذا وجد أن إيران غير ملتزمة بالمتطلبات.
الهدف من هذه الآلية هو إعادة فرض جميع العقوبات السابقة للاتفاق بسرعة دون إمكانية نقضها من قبل أعضاء مجلس الأمن الدائمين، بما في ذلك روسيا والصين.
الرد الإيراني على آلية تفعيل العقوبات
من جهتها، تحتج إيران على عدم وجود أساس قانوني للقوى الأوروبية لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة عبر آلية “الإعادة التلقائية”.
وتقول طهران إن هذه البلدان فشلت في الحفاظ على الاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة عام 2018، خاصة ضمان الفوائد الاقتصادية المتوقعة لإيران.
المخاوف الأوروبية والأمريكية بشأن برنامج إيران النووي
تزايدت مخاوف القوى الأوروبية بشأن البرنامج النووي الإيراني، خاصة بعد الحرب الإيرانية الإسرائيلية التي استمرت 12 يوماً في يونيو الماضي.
في حين أثر قطع طهران كامل تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أعقاب هذا النزاع على المحادثات بشأن برنامجها.
وبموجب الاتفاق النووي الأصلي لعام 2015، كان مسموحاً لإيران تخصيب اليورانيوم فقط حتى نسبة 3.67%، والاحتفاظ بمخزون يورانيوم قدره 300 كيلوغرام، واستخدام أجهزة طرد مركزي أساسية من نوع IR-1 فقط.
لكن إيران تجاوزت هذه الحدود بشكل كبير، حيث تراكم لديها أكثر من 8400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب، أي أكثر من 40 ضعف الحد المسموح به.