أجرت إيران والقوى الأوروبية الثلاث (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) محادثات نووية حاسمة في جنيف أمس الثلاثاء، وسط تهديدات أوروبية وشيكة بتفعيل آلية سناب باك لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران.
وانتهت المحادثات دون تحقيق أي “اختراق” أو نتائج ملموسة، مما يقرب الأطراف أكثر من الموعد النهائي المحدد في نهاية أغسطس، وفقاً لرويترز.
إيران: إعادة فرض أي عقوبات “سيكون له عواقب”
من جانبه أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن طهران أبلغت القوى الثلاث خلال الاجتماع أن إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة “سيكون له عواقب”.
بقائي أكد أن هذه الدول لا تملك الحق في تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات، وأضاف أن “الاتصالات بين الطرفين ستستمر خلال الأيام المقبلة”.
فيما أكد نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي أن إيران “لا تزال ملتزمة بالدبلوماسية والتوصل إلى حل يصب في مصلحة الجميع”، داعياً القوى الأوروبية إلى “اتخاذ القرار الصائب ومنح الدبلوماسية الوقت والمساحة اللازمين”.
مباحثات جنيف ناقشت القضايا النووية ورفع العقوبات
وركزت المناقشات على القضايا النووية وموضوع رفع العقوبات، حيث وضعت القوى الأوروبية الثلاث ثلاثة شروط رئيسية أمام إيران لتجنب تفعيل آلية “سناب باك”، من بينها، السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول إلى المنشآت النووية الإيرانية، وتوضيح وضع مخزون اليورانيوم المخصب البالغ نحو 400 كيلوغرام بنسبة 60%، بالاضافة إلى استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن اتفاق نووي جديد.
تقييم نتائج محادثات جنيف بين القوى الأوروبية وإيران
وصفت مصادر دبلوماسية مطلعة محادثات جنيف بأنها “لم تكن كارثة” لكنها “لم تحقق أي تقدم”، مضيفة أن “الإيرانيين لم يضعوا على الطاولة أي مقترح لخطوات عملية”.
وقال مصدر ثانٍ إن الإيرانيين “أعطونا القليل جداً مما يمكن العمل به” لمنع إعادة فرض العقوبات.
وأوضحت المصادر أن المسؤولين الأوروبيين “سيرفعون تقريراً إلى وزراء خارجيتهم ليقرر هؤلاء خلال الأيام المقبلة ما إذا كانوا سيفعّلون آلية سناب باك أم لا”.
ووفقاً لتقرير صحيفة وول ستريت جورنال، فإن “إيران وضعت بعض الوعود على الطاولة لكنها تفتقد للتفاصيل والجوهر”.
تفاصيل آلية “سناب باك” والموعد النهائي
تُعد آلية سناب باك جزءاً من قرار مجلس الأمن رقم 2231 لعام 2015 الذي صادق الاتفاق النووي الشامل المعروف باسم “خطة العمل الشاملة المشتركة”.
وتسمح هذه الآلية لأي طرف في الاتفاق بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة تلقائياً في حالة “عدم الامتثال الكبير” من جانب إيران دون إمكانية استخدام حق النقض من أي عضو دائم في مجلس الأمن.
وحددت القوى الأوروبية نهاية أغسطس كموعد نهائي لاتخاذ القرار، نظراً لأن آلية “سناب باك”
18 أكتوبر 2025، وإذا لم يتم تفعيل الآلية قبل هذا التاريخ، فستفقد القوى الأوروبية القدرة على إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة بشكل تلقائي.