إيران تواجه أحد أسوأ أعوام الجفاف منذ نصف قرن وطهران مهددة

إيران تواجه أسوأ جفاف منذ 50 عامًا في 2025 مع انخفاض حاد بمستويات السدود المغذية لطهران، وسط تحذيرات حكومية من تقنين المياه وأزمة متفاقمة.

فريق التحرير
فريق التحرير
جفاف في إيران

ملخص المقال

إنتاج AI

تواجه إيران أزمة مياه حادة عام 2025 بسبب الجفاف وسوء الإدارة، ما أدى إلى انخفاض حاد في مستويات السدود وتفاقم النقص في المياه. تتفاقم الأزمة بسبب تهالك البنية التحتية، والاستهلاك المفرط في الزراعة، والتوسع العمراني، مما يثير مخاوف من احتجاجات واسعة.

النقاط الأساسية

  • تواجه إيران أزمة مياه حادة بسبب الجفاف وسوء الإدارة واستنزاف المياه الجوفية.
  • تفاقم الأزمة بسبب تهالك البنية التحتية، والاستهلاك المفرط، والتدخلات السياسية.
  • تحذيرات من تقنين المياه واضطرابات محتملة، مع تضارب التصريحات الرسمية والخبيرة.

تمر إيران بأزمة مائية خطيرة خلال عام 2025، حيث تسجل البلاد أحد أكثر الأعوام جفافاً منذ خمسين عاماً. وانخفضت مستويات السدود بشكل لافت خاصة في السدود الخمسة المغذية للعاصمة طهران بمياه الشرب، بينما أظهر هطول الأمطار ضعفاً غير مسبوق.

أسباب أزمة نقص المياه في إيران

تعود جذور الأزمة إلى مزيج من العوامل الطبيعية والإدارية، أبرزها تسعة أسباب رئيسية:

  1. الإدارة الخاطئة للموارد المائية في إيران واستنزاف المياه الجوفية عبر آلاف الآبار غير القانونية.
  2. تهالك شبكات الأنابيب القديمة التي يتجاوز عمرها قرناً، ما يسبب فقداناً ضخماً في المياه.
  3. ضعف الفصل بين شبكات مياه الشرب والمياه غير المعالجة، الأمر الذي يرفع تكلفة الإنتاج.
  4. إقامة مصانع كثيفة الاستهلاك المائي في مناطق جافة.
  5. نقص الاستثمارات طويلة الأمد في قطاع المياه والبنية التحتية.
  6. الإفراط في استخدام المياه في الزراعة التقليدية بنسبة تصل إلى 90% من موارد المياه.
  7. تدخلات سياسية في تحويل مجاري الأنهار وتخريب النظام البيئي، ما أدى إلى جفاف بحيرات كبرى مثل أرومية وزاينده رود وهامون.
  8. غياب ثقافة ترشيد الاستهلاك في المدن، حيث يبلغ معدل الاستهلاك الفردي اليومي نحو 240 لتراً مقابل معيار عالمي لا يتجاوز 130 لتراً.
  9. التوسع العمراني غير المنضبط في العاصمة، إذ يستهلك سكان شمال طهران كميات تعادل استهلاك 20 منطقة أخرى.

تحذيرات رسمية ومخاوف من الكارثة

حذر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من احتمالية اضطرار الحكومة إلى توزيع المياه في طهران خلال أسبوعين إن لم تهطل أمطار. وأضاف أن استمرار الجفاف لشهر آخر قد يفرض “إخلاء بعض مناطق العاصمة”.
هذه التصريحات أثارت قلقاً واسعاً في الشارع، خاصة مع تزايد انقطاع المياه في مدن مثل أصفهان وبوشهر وأهواز وشيراز، ما اضطر الأهالي إلى شراء خزانات ومضخات بأسعار مرتفعة لتأمين حاجاتهم اليومية.

Advertisement

تضارب التصريحات بين الحكومة والخبراء

يرى خبراء أن الأزمة ناجمة عن ثلاثين عاماً من سوء الإدارة وضعف الاستثمار بسبب العقوبات الدولية وسوء التخطيط الحكومي. ويؤكدون أن تحميل المواطنين المسؤولية عبر اتهامهم بالإفراط في الاستهلاك محاولة للتنصل من الأخطاء المؤسسية.
في المقابل، تقول وزارة الطاقة إن خفض الاستهلاك بنسبة 10% كفيل بتجنب أي تقنين في المياه، بينما تتوقع الأرصاد الجوية هطول أمطار تعيد التوازن مؤقتاً خلال الشهر المقبل. هذا التضارب في المواقف يزيد من حالة عدم اليقين لدى الشارع الإيراني.

الهجمات الإسرائيلية تضيف صدمة جديدة

كشف وزير الطاقة الإيراني أن الهجمات الإسرائيلية خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً في يونيو 2025 ألحقت أضراراً كبيرة بشبكة المياه في شمال طهران. وأكد أن طهران ستطالب بتعويضات من الولايات المتحدة لدعمها إسرائيل في تلك العمليات التي استهدفت البنية التحتية المائية للبلاد.

مخاوف من احتجاجات جديدة

يتوقع مراقبون أن يؤدي تفاقم الأزمة المائية إلى زيادة التوتر الداخلي، خصوصاً في ظل ارتفاع الأسعار، وانقطاع الكهرباء والغاز، وعودة العقوبات الاقتصادية. هذه العوامل مجتمعة تشكل بيئة خصبة لاندلاع احتجاجات جديدة، ما يضع الحكومة أمام اختبار صعب في الحفاظ على الاستقرار ومعالجة أزمة المياه بصورة عاجلة.

Advertisement