خدع محتال امرأة يابانية في الثمانينيات من عمرها بعد أن أوهمها بأنه رائد فضاء يعيش علاقة عاطفية معها عبر الإنترنت، ليحتال عليها ويسيطر على مدخراتها، في واقعة نادرة تعكس خطورة الاحتيال الإلكتروني المستغل للعواطف.
تفاصيل الحادثة
بدأت القصة عندما تعرفت المرأة إلى رجل عبر وسائل التواصل، ادّعى أنه رائد فضاء يواجه أزمة في مركبته الفضائية ويحتاج إلى “شراء أكسجين”. تكررت المحادثات بينهما حتى بدأت المرأة تشعر بمشاعر عاطفية جدية نحوه، خاصة أنها تعيش بمفردها، ما جعلها فريسة سهلة للمحتال. في لحظة ضعف عاطفي، قام الجاني بدفعها لتحويل مليون ين ياباني (حوالي 6715 دولاراً) بحجة إنقاذ حياته في الفضاء.
لا تعتبر الحادثة الأولى من نوعها في اليابان أو العالم، إذ سبق لمحتال أن أقنع سيدة فرنسية بنحو 830 ألف يورو بعد أن ادّعى أنه الممثل براد بيت، مستخدماً صور مزيفة وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
ظاهرة الاحتيال العاطفي الإلكتروني
أطلقت الشرطة المحلية على الجريمة اسم “خدعة رومانسية”، وهي واحدة من أشهر أنواع الاحتيال التي تستغل مشاعر الضحايا لكسب المال، وتزداد بشدة بين كبار السن الذين غالباً ما يعانون من العزلة أو الوحدة. وتنشط مثل هذه العصابات في اليابان، ثاني أكبر بلد في نسبة كبار السن عالمياً، حيث تسهل استهدافهم عبر الإنترنت بحيل مثل انتحال شخصية أفراد العائلة أو شركاء محتملين، وطلب تحويلات مالية لأغراض وهمية.
تحذيرات وتوعية
ناشدت السلطات اليابانية المواطنين بعدم الاستجابة لأي طلب مالي من أشخاص تعرفوا عليهم إلكترونياً دون التحقق من هويتهم، مؤكدة على ضرورة الإبلاغ الفوري للشرطة عند الشك بعمليات الاحتيال. وينصح خبراء علم الاجتماع الرقمي بزيادة الوعي والرقابة على المنصات الاجتماعية وتقديم الدعم النفسي لضحايا هذه الجرائم.
تعكس هذه الحادثة الحاجة الملحّة لتعزيز الوعي الرقمي لمواجهة أساليب الاحتيال الجديدة، خاصة في عالم يشهد تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في العلاقات الإنسانية.