اعتقال باراك أوباما بالفيديو.. نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مساء الأحد 20 يوليو 2025، فيديو مُولد بتقنية الذكاء الاصطناعي عبر منصة “تروث سوشيال”، يُظهر اعتقال الرئيس الأسبق باراك أوباما من قبل عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي داخل المكتب البيضاوي. يأتي هذا الفيديو في أعقاب اتهامات خطيرة وجهتها مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد للإدارة الأمريكية السابقة بـ”المؤامرة الخيانية” ضد ترمب.
تفاصيل الفيديو المثير للجدل
يبدأ الفيديو بمونتاج من اللقطات الحقيقية للقادة الديمقراطيين، بمن فيهم أوباما، وهم يعلنون “لا أحد فوق القانون”. بعد حوالي 44 ثانية، ينتقل المشهد إلى لقطات معدلة بالذكاء الاصطناعي تُظهر ترمب وأوباما جالسين في المكتب البيضاوي، حيث يقوم عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي بإلقاء القبض على أوباما وتكبيله بالأصفاد بينما يظهر ترمب مبتسماً. الفيديو مصحوب بأغنية “YMCA” لفرقة “فيليج بيبل” التي أصبحت رمزاً لحملات ترمب الانتخابية.
ينتهي المقطع بأوباما وهو يرتدي بدلة السجن البرتقالية داخل زنزانة. المشهد المستخدم مُقتبس من لقاء حقيقي دار بين الرجلين في المكتب البيضاوي في نوفمبر 2016، بعد أيام من فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية.
نُشر الفيديو أولاً على منصة “تيك توك” من قبل حساب باسم @neo8171، قبل أن يعيد ترمب نشره على منصته الخاصة “تروث سوشيال”. الفيديو لا يحمل أي إشارة أو تحذير بأنه مُولد بالذكاء الاصطناعي، مما أثار انتقادات واسعة.
خلفية الاتهامات المثيرة للجدل
يأتي نشر هذا الفيديو بالتزامن مع اتهامات وجهتها مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد للإدارة الأمريكية السابقة. غابارد نشرت الجمعة 18 يوليو تقريراً من 114 صفحة، رُفعت عنه السرية، يتهم فريق الأمن القومي لأوباما بـ”تفبريك المعلومات الاستخباراتية وتسييسها”.
تشمل الاتهامات مدير الاستخبارات الوطنية السابق جيمس كلابر، ومدير وكالة المخابرات المركزية جون برينان، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، والمستشارة سوزان رايس. غابارد تدّعي أن هؤلاء المسؤولين “فبركوا” تقييماً استخباراتياً زعم أن روسيا ساعدت ترمب في انتخابات 2016.
في تصريحها لشبكة “فوكس نيوز”، قالت غابارد: “التداعيات المترتبة على هذا الأمر تاريخية بصراحة”. وأضافت: “أكثر من 100 وثيقة نشرناها يوم الجمعة تقدم أدلة على كيفية توجيه الرئيس أوباما لهذه المؤامرة الخيانية قبل أسابيع قليلة من موعد مغادرته منصبه بعد انتخاب الرئيس ترمب”.
موقف الديمقراطيين والانتقادات
رفض كبار الديمقراطيين تقرير غابارد واعتبروه “لا أساس له”. السيناتور مارك وارنر، نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، قال إن تقرير 2017 حظي بدعم تحقيق استمر ثلاث سنوات. النائب الديمقراطي جيم هايمز وصف اتهامات الخيانة بأنها “لا أساس لها من الصحة”.
هايمز علّق في برنامج “Face the Nation” قائلاً: “ما رأيناه من مديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد، لم يكن مجرد كذبة، بل كذبة خطيرة جداً، لأنه عندما تبدأ في إلقاء كلمات مثل الفتنة والخيانة، فسيتأذى شخص ما”.
سياق قضية إبستين والتشتيت
يأتي نشر الفيديو في وقت تواجه فيه إدارة ترمب انتقادات متزايدة بشأن التعامل مع ملفات جيفري إبستين. في 7 يوليو، أصدرت وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي مذكرة غير موقعة تنفي وجود “قائمة عملاء” لإبستين، مما أثار غضب العديد من مؤيدي ترمب الأكثر حماساً.
محللون قانونيون يرون أن منشورات ترمب حول مقاضاة أوباما قد تكون مصممة لصرف الانتباه عن الانتقادات التي يتلقاها. المدعي الفيدرالي السابق نعمة رحماني أكد لمجلة “نيوزويك” أنه “لا يوجد أساس قانوني” لترمب لمتابعة اتهامات ضد أوباما.
المدعي الفيدرالي السابق جين روسي قال إن احتمالية توجيه تهم جنائية ضد الرئيس أوباما “أقل بكثير من فرص فوز فريق واشنطن ناشيونالز ببطولة العالم هذا العام”.
ردود الأفعال والتداعيات
أثار الفيديو موجة من ردود الأفعال المتضاربة على وسائل التواصل الاجتماعي. بعض مؤيدي ترمب احتفوا بالفيديو ودعوا إلى اعتقال أوباما فعلياً، بينما انتقده آخرون باعتباره “استفزازياً” و”غير مسؤول”.
فرقة “فيليج بيبل” أصدرت بياناً تنتقد فيه استخدام أغنيتها، قائلة: “رغم أننا لا نرغب في استخدام ‘Y.M.C.A.’ لأي تأييدات سياسية، فإن مشاركة الرئيس ترمب لفيديو يحتوي على أغنيتنا لا يشكل انتهاكاً لحقوق الطبع والنشر”.
ليس هذا أول مرة يشارك فيها ترمب محتوى مُولد بالذكاء الاصطناعي أو مضلل. في أغسطس من العام الماضي، نشر صوراً زائفة أدت مؤيديه إلى الاعتقاد خطأً أن تايلور سويفت أيدت حملته الرئاسية، وهو ما نفته المغنية لاحقاً.
يُذكر أن أوباما لم يتم اعتقاله قط، بينما ترمب هو رئيس أمريكي مُدان جنائياً. لم يصدر عن مكتب أوباما أي تعليق فوري على الفيديو حتى وقت نشر هذا الخبر.