تشهد الساحة العالمية تطورات كبيرة في مجال التسليح النووي خلال عام 2025، حيث تواصل تسع دول امتلاك ترسانات نووية متقدمة تمثل الركيزة الأساسية لاستراتيجياتها الدفاعية والردعية.
روسيا.. المتصدرة بأكبر ترسانة أسلحة نووية عالمياً
تحتفظ روسيا بالمركز الأول عالمياً في عدد الرؤوس الحربية النووية، حيث تشير تقديرات اتحاد العلماء الأمريكيين إلى أن موسكو تمتلك حوالي 5459 رأساً نووياً اعتباراً من عام 2025.
من بين هذا العدد، تنتشر 1718 رأساً حربياً في حالة جاهزية قتالية مباشرة.
تعتمد روسيا على نظام الثالوث النووي الذي يشمل الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المنتشرة في ستة مواقع رئيسية، والغواصات النووية التي تعمل من ثلاث قواعد بحرية، بالإضافة إلى القاذفات الاستراتيجية.
ويُعتبر صاروخ آر إس-28 سارمات (المعروف باسم “الشيطان 2”) من أبرز أسلحتها النووية، والذي يمكنه حمل ما يصل إلى 15 رأساً حربياً ويبلغ مداه 18 ألف كيلومتر.
الولايات المتحدة.. القوة النووية الثانية عالمياً
تحتل الولايات المتحدة المرتبة الثانية في الترتيب العالمي للقوى النووية بامتلاكها 5177 رأساً نووياً، منها 1770 رأساً منتشراً و1938 رأساً في الاحتياط.
تعتمد الاستراتيجية النووية الأمريكية على نظام الثالوث النووي المتكون من 400 صاروخ مينيوتمان الثالث العابر للقارات، و14 غواصة نووية من فئة أوهايو، و60 قاذفة استراتيجية ثقيلة.
يُشكل صاروخ ترايدنت الثاني دي-5 عماد القوة النووية البحرية الأمريكية، حيث يمكن لكل صاروخ حمل 8 رؤوس حربية بقوة 475 كيلوطن لكل رأس، ويصل مداه إلى 12 ألف كيلومتر.
كما تواصل واشنطن تطوير برنامج الردع الاستراتيجي الأرضي (GBSD)، لاستبدال صواريخ مينيوتمان الثالث بحلول عام 2029.
الصين.. النمو السريع في الترسانة النووية
تمثل الصين القوة النووية الثالثة عالمياً بامتلاكها 600 رأس نووي اعتباراً من يناير 2025، مقارنة بـ500 رأس في العام السابق.
تشير التقديرات إلى أن الصين ضاعفت حجم ترسانتها النووية منذ عام 2020، وتتوقع وزارة الدفاع الأمريكية أن تصل إلى أكثر من ألف رأس نووي بحلول عام 2030
تركز بكين على تطوير نظام الثالوث النووي، حيث تعتبر الصواريخ الباليستية العابرة للقارات الأرضية العمود الفقري لقوتها النووية.
وكشفت الصين خلال عرضها العسكري في سبتمبر 2025 عن صاروخ دي إف-61 الجديد، إلى جانب صواريخ دي إف-5 سي القادرة على حمل 12 رأساً نووياً بقوة ميجاطن واحد لكل رأس.
فرنسا.. قوة نووية مستقلة ومتطورة
تمتلك فرنسا حوالي 290 رأساً نووياً، مما يجعلها رابع أكبر قوة نووية في العالم.
تتميز الترسانة الفرنسية بأن جميع رؤوسها الحربية تقريباً منتشرة أو جاهزة للانتشار السريع، وهي موزعة بين غواصات إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات.
أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون في مارس 2025 عن إعادة تفعيل المهمة النووية في قاعدة لوكسيل الجوية شرقي فرنسا، والتي ستصبح أول قاعدة تستضيف طائرات رافال إف-5 الجديدة والصاروخ النووي الأسرع من الصوت. ASN4G المستقبلي بحلول عام 2035
المملكة المتحدة.. اعتماد كامل على الرادع البحري
تحتفظ المملكة المتحدة بـ225 رأساً نووياً، منها 120 جاهزة للاستخدام و40 منتشرة في أي وقت. تعتمد بريطانيا بالكامل على أربع غواصات نووية من فئة فانغارد لضمان الردع النووي المستمر في البحر.
رفعت الحكومة البريطانية في عام 2021 الحد الأعلى لمخزونها النووي من 180 إلى 260 رأساً حربياً، وهي المرة الأولى التي يرتفع فيها هذا الرقم منذ الحرب الباردة.
كما أعلنت بريطانيا في يونيو 2025 عن خطط لشراء 12 طائرة إف-35 إيه القادرة على حمل الأسلحة التقليدية والنووية.
الهند.. تفوق نووي إقليمي مع نمو مستمر
تجاوزت الهند باكستان لأول مرة في عدد الرؤوس الحربية النووية، حيث تمتلك 180 رأساً نووياً مقارنة بـ172 في العام السابق.
توزع الرؤوس الحربية الهندية بين 48 رأساً جوياً و80 رأساً أرضياً و16 رأساً بحرياً و28 رأساً مخزناً.
يُعتبر صاروخ أجني-5 العابر للقارات من أبرز الأسلحة النووية الهندية، والذي يتمتع بقدرة على حمل رؤوس متعددة (MIRV) ومدى يتراوح بين 7-8 آلاف كيلومتر، ويمكنه الوصول إلى سرعة ماخ 24.
كما دشنت الهند غواصتها النووية الثانية “آي إن إس أريغات” عام 2024، مما يعزز قدرتها على إكمال الثالوث النووي.
باكستان.. استقرار في الحجم مع تطوير القدرات
تحتفظ باكستان بـ170 رأساً نووياً دون تغيير عن العام السابق، موزعة بين 35 رأساً جوياً و126 رأساً أرضياً و8 رؤوس مخزنة.
تواصل إسلام أباد تطوير صاروخ بابر-3 البحري بمدى 450 كيلومتر لتعزيز قدراتها البحرية النووية
تركز باكستان على تطوير الأسلحة النووية التكتيكية الصغيرة لمواجهة التفوق التقليدي الهندي، ولا تتبنى سياسة عدم الاستخدام الأول للأسلحة النووية على عكس الهند.
كوريا الشمالية.. برنامج نووي سري ومتنامٍ
تقدر التقارير امتلاك كوريا الشمالية لحوالي 50 رأساً نووياً، مع قدرة على إنتاج مواد انشطارية تكفي لصنع 90 سلاحاً نووياً.
كشف الزعيم كيم جونغ أون في عام 2023 عن منشآت إنتاج الأسلحة النووية، مؤكداً على خطط نشر أعداد كبيرة من الأسلحة النووية التكتيكية.
تطور بيونغ يانغ صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية تشمل هواسونغ-11 إيه قصير المدى والذي يمكنه استهداف شبه الجزيرة الكورية بأكملها، وصاروخ بوكغوكسونغ-2 متوسط المدى القادر على الوصول إلى جميع أنحاء اليابان.
إسرائيل.. غموض استراتيجي مع قدرات متقدمة
تتبنى إسرائيل سياسة “الغموض النووي” ولا تؤكد أو تنفي امتلاكها للأسلحة النووية رسمياً، وتشير التقديرات إلى امتلاك تل أبيب لحوالي 90 رأساً نووياً مع قدرة على إنتاج ما يتراوح بين 100-200 سلاح نووي إضافي.
تتمتع إسرائيل بنظام ثالوث نووي يشمل طائرات إف-15 وإف-16، وصواريخ كروز تُطلق من غواصات دولفين، وصواريخ أريحا الباليستية متوسطة إلى عابرة القارات.
ويُعتبر صاروخ أريحا الثالث من أبرز أسلحتها النووية بمدى يتراوح بين 4800-6500 كيلومتر.
