أعرب فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، عن مخاوفه الشديدة من موت أطفال يعانون من سوء التغذية في قطاع غزة إذا لم تتوفر فوراً المخصصات العاجلة خلال العملية العسكرية الإسرائيلية المخطط لها في مدينة غزة.
هذه التحذيرات جاءت خلال مؤتمر صحفي في جنيف، وسط تصاعد المخاوف الدولية من تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، بحسب رويترز.
وأشار لازاريني إلى أن بيانات الأونروا أظهرت زيادة مفزعة في عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في مدينة غزة بواقع ستة أمثال منذ مارس الماضي.
وقال في تصريحات في جنيف: “لدينا سكان ضعفاء للغاية سيتعرضون لعملية عسكرية كبيرة جديدة، ببساطة لن يكون لدى الكثير منهم القوة اللازمة للقيام بنزوح جديد”.
تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة في غزة
لازاريني أضاف متحدثاً عن الأطفال: “لن ينجو كثير منهم، إنها مجاعة مصطنعة ومفتعلة، إنها متعمدة، استُخدم الغذاء كأداة حرب”.
وأكد أن الوضع في غزة يمثل “حالة طوارئ إنسانية لا يمكن تصورها”، محذراً من أن العديد من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية “سيُحكم عليهم بالموت إذا لم توضع خطة طوارئ فورية”.
الأونروا: 1 من كل 5 أطفال في غزة يعاني من سوء التغذية
وبحسب أحدث إحصائيات الأونروا، فإن واحد من كل خمسة أطفال في مدينة غزة يعاني من سوء التغذية، وهو رقم في تزايد يومي.
وأظهرت النتائج المبنية على قياس محيط الذراع العلوي أن معدل سوء التغذية وصل إلى 21.5% في مدينة غزة، مما يعني أن واحد من كل خمسة أطفال صغار يعاني من سوء التغذية.
ارتفاع أرقام الأطفال الذين توفوا نتيجة المجاعة
وقد أكدت تقارير طبية تفاقم الأزمة الغذائية، حيث أعلنت منظمة إنقاذ الطفولة في 10 أغسطس أن وفاة 100 طفل بسبب المجاعة في غزة منذ أكتوبر 2023 تمثل “معلماً مدمراً يُخجل العالم ويتطلب إجراءات عاجلة طال انتظارها”.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فقد تم تسجيل حوالي 13 ألف حالة إدخال جديدة للأطفال لتلقي علاج سوء التغذية الحاد في يوليو 2025 فقط، وهو أعلى رقم شهري منذ أكتوبر 2023.
ومن بين هذه الحالات، وُجد أن أكثر من 2800 حالة (22%) تعاني من سوء التغذية الحاد الشديد، بينما ازدادت الحالات الأشد خطورة من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد مع مضاعفات إلى 129 حالة في يوليو وحده مقارنة بـ215 حالة بين يناير ويونيو.
الردود الإسرائيلية والمساعدات الإنسانية
من جانبها، قالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي وكالة عسكرية إسرائيلية مسؤولة عن تنسيق المساعدات، إنها تبذل جهوداً كبيرة لضمان وصول المساعدات إلى غزة ونفت فرض قيود على دخولها إلى القطاع.
لكن منظمة العفو الدولية أكدت في تقرير نُشر في 18 أغسطس أن إسرائيل تنفذ “حملة تجويع متعمدة” في قطاع غزة، وأن “الجمع المميت بين الجوع والمرض ليس نتيجة مؤسفة للعمليات العسكرية الإسرائيلية، بل هو النتيجة المقصودة للخطط والسياسات”.
وأشار لازاريني إلى أن الأونروا لديها “ما يعادل 6000 شاحنة محملة بالطعام والإمدادات الطبية في الأردن ومصر”، مؤكداً أن الوكالة تملك الخبرة والموارد المطلوبة لمواجهة الأزمة، لكنها تحتاج للسماح لها بالعمل “دون قيود وفي أمان وكرامة”.