أعلن الاتحاد النرويجي لكرة القدم تبرعه بكامل عائدات المباراة المقبلة أمام منتخب إسرائيل، المقررة في أكتوبر بالعاصمة أوسلو، لصالح منظمات إنسانية تقدّم مساعدات عاجلة للمدنيين في قطاع غزة.
وجاء في البيان الرسمي الذي صدَر عن رئيسة الاتحاد، ليزه كلافينيس، أن كرة القدم لا يمكن أن تقف موقفَ المتفرج أمام “المعاناة الإنسانية والهجمات غير المتناسبة التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون منذ وقت طويل”.
وأكدت كلافينيس أن الاتحاد النرويجي “يتحمّل مسؤولية إنسانية ولا يستطيع أن يكون محايداً”، مشددة على أن التضامن مع المتضررين فوق أي اعتبار رياضي بحت.
وأوضح البيان أن الأموال ستُحوّل إلى مؤسسات متخصصة في إنقاذ الأرواح وتقديم الإغاثة الطبية والإنسانية للمتضررين في غزة. وستُحدد هذه المؤسسات بالتنسيق مع جهات أممية موثوقة لضمان وصول المساعدات إلى المستحقين مباشرة.
يأتي هذا القرار ضمن مساعي عدة مؤسسات رياضية لربط الرياضة بالقضايا الإنسانية. ويؤكد موقف الاتحاد النرويجي أن الرياضة تحمل رسالة تتجاوز الميادين والمنافسات.
الرياضة تحمل رسالة تتجاوز الميادين
وقد أعرب رئيس الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم عن اعتراضه على الخطوة ودعا الاتحاد النرويجي لإدانة هجمات 7 أكتوبر بدلاً من توجيه الدعم لطرف واحد. واعتبر المتحدث باسم الاتحاد الإسرائيلي أن الرياضة يجب أن تظل محايدة ولا تتدخل في الصراعات السياسية.
إلا أن الاتحاد النرويجي رفض كل الدعوات بردّ الاعتبار لإسرائيل، موضحاً أن الصراع القائم أثر بشكل كارثي على عشرات المدنيين، ما يفرض موقفاً إنسانياً واضحاً.
وأشارت كلافينيس إلى أن هذه المبادرة تمثل رسالة واضحة بأن الرياضة قادرة على أن تصبح منصة للتضامن الإنساني وتغيير الواقع الإنساني المؤلم. وأضافت أن الرياضة “تُظهر قيمتها الحقيقية عند وضع الإنسان قبل المنافسة”.
ويعقد الاتحاد النرويجي استعدادات شاملة لتنظيم المباراة في استاد أولمبيا، حيث يتوقع أن يحضرها جمهور يتجاوز 20 ألف متفرج. وستتاح تذاكر خاصة للمشجعين الراغبين في دعم مبادرات المساعدات الإنسانية من خلال تبرعات إضافية تُدفع عند شراء التذكرة.
ومن المقرر أن يحضر حفل استهلال المباراة مسؤولون حكوميون ونواب برلمانيون، حيث سيُلقى خطاب توضيحي من قِبل مسؤولة ملف التضامن إنسانياً بالاتحاد النرويجي قبل انطلاق المباراة.
تأتي هذه الخطوة أيضاً في ظل انتقادات دولية متزايدة للمؤسسات الرياضية التي تمتنع عن موقف علني من الكوارث الإنسانية، في حين تشهد أوروبا مطالبة أكبر بمحاسبة المؤسسات الرياضية عند سكوتها أو تحيّزها بأحد الأطراف.
بهذا التبرع، يرسّخ الاتحاد النرويجي لكرة القدم مبدأ ربط الرياضة بالقيم الإنسانية، مؤكداً أن الملعب يمكن أن يكون منبراً للتضامن والعمل الخيري بجميع أشكاله.




