أطلق قداسة البابا ليو الرابع عشر أمس الثلاثاء “نداءً قوياً” إلى المجتمع الدولي لإنهاء النزاع الذي يستمر منذ ما يقرب من عامين بين إسرائيل وحماس، داعياً إلى وقف إطلاق نار دائم وإطلاق سراح الرهائن وتوفير المساعدات الإنسانية، بحسب رويترز.
جاءت تصريحات الحبر الأعظم خلال جلسة الاستماع العامة الأسبوعية في قاعة بولس السادس بالفاتيكان، حيث شدد على ضرورة وضع حد فوري للصراع الذي تسبب في “كمّ هائل من الرعب والدمار والموت” في الأراضي المقدسة”.
البابا ليو: أناشد بتسهيل الدخول الآمن للمساعدات الإنسانية
قال البابا ليو الرابع عشر في كلمته: “أجدد مرة أخرى نداءً قوياً… لكي يوضع حد للنزاع في الأرض المقدسة، الذي تسبب في كمّ هائل من الرعب والدمار والموت”. وأضاف: “أناشد إطلاق سراح جميع الرهائن، وتحقيق وقف إطلاق نار دائم، وتسهيل الدخول الآمن للمساعدات الإنسانية، واحترام القانون الإنساني الدولي بشكل كامل”.
رغم أن البابا لم يذكر إسرائيل أو حماس بشكل مباشر، إلا أنه شدد على أن القانون الدولي ينص على “واجب حماية المدنيين، ومنع العقاب الجماعي، والاستخدام العشوائي للقوة، والنزوح القسري للسكان”. البابا أكد ضرورة احترام هذه القوانين “خاصة الالتزام بحماية المدنيين والحظر على العقاب الجماعي والاستخدام العشوائي للقوة والتهجير القسري للسكان”.
تضامن مع بطاركة القدس والكنائس المحلية
أشاد البابا ليو بالموقف الشجاع للبطاركة اللاتين والأرثوذكس في القدس، الذين أصدروا يوم الإثنين نداءً مشتركاً من أجل السلام في غزة، مؤكدين عدم وجود مبرر لـ”التهجير القسري والعمد للمدنيين”.
كما استذكر يوم الصلاة والصوم من أجل السلام الذي أقيم يوم الجمعة 22 أغسطس الماضي.
ووجه البابا تحية خاصة إلى المجتمعات المسيحية في الشرق الأوسط قائلاً: “أنتم في قلب البابا وفي قلب الكنيسة جمعاء. شكراً لكم على شهادة إيمانكم”.
وجاء هذا التصريح بعد الهجوم الإسرائيلي على كنيسة العائلة المقدسة في غزة في 17 يوليو الماضي، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة عدة آخرين بينهم الأب غابرييل رومانيلي راعي الكنيسة.
مواقف البابا ليو من عدد من القضايا
يمثل البابا ليو الرابع عشر، الذي انتُخب في 8 مايو 2025 خلفاً للبابا فرانسيس الراحل، أول بابا أمريكي في التاريخ.
وقد تبنى نهجاً مختلفاً عن سلفه، حيث يعتمد على البيانات المُعدة مسبقاً بعناية ونادراً ما يتحدث بشكل عفوي.
كما اتخذ موقفاً أكثر حذراً من النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني مقارنة بالبابا فرانسيس، الذي اقترح سابقاً ضرورة تقييم المجتمع الدولي لما إذا كانت الأعمال العسكرية الإسرائيلية في غزة ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وهو ما أثار انتقادات من المسؤولين الإسرائيليين
البابا ليو يؤكد التزامه المستمر بالسلام
ومنذ توليه منصبه، ركز البابا ليو بشكل كبير على رسالة السلام، حيث اختار شعار “فلتكن هناك سلام” عنواناً لكتابه الأول الذي صدر أمس الثلاثاء والذي يضم خطاباته الأولى للكنيسة والعالم.
وفي لحظة انتخابه، هتف قائلاً من كاتدرائية القديس بطرس: “السلام معكم جميعاً! هذه أول كلمات نطق بها المسيح المُقام… أريد أن تدوي تحية السلام هذه في قلوبكم وفي عائلاتكم… سلام أعزل ونازع للسلاح، متواضع ومثابر”.
كما أعلن البابا ليو مؤخراً شعار يوم السلام العالمي لعام 2026 تحت عنوان “السلام معكم جميعاً: نحو سلام أعزل ونازع للسلاح”، مؤكداً رؤيته بأن السلام الحقيقي يجب أن يكون “أعزل، أي غير مبني على الخوف أو التهديدات أو الأسلحة، ونازع للسلاح، قادر على حل النزاعات وفتح القلوب”.