أعلن بطريرك الموارنة في لبنان بشارة بطرس الراعي، أن البابا ليو الرابع عشر يعتزم زيارة لبنان بحلول شهر ديسمبر المقبل، فيما قد تكون أول زيارة خارج إيطاليا يقوم بها البابا الأمريكي الجديد، بحسب رويترز.
الفاتيكان: الزيارة ربما تكون ضمن جولة ستشمل تركيا
وقال الراعي في تصريحات لقناة “العربية” التلفزيونية: “سيزور لبنان من الآن إلى ديسمبر، هناك تحضيرات للزيارة لكن من غير المعروف متى ستكون، بانتظار أن يُعلن الفاتيكان”، ولم يذكر الراعي، وهو زعيم الكنيسة المارونية الكاثوليكية التي يبلغ عدد أتباعها نحو 3.5 مليون، موعداً محدداً للزيارة لكنه أكد أن الاستعدادات جارية بالفعل.
وأكد مسؤول لبناني مطلع أن المناقشات جارية حول الزيارة في نهاية العام، غير أن الموعد النهائي لم يتحدد بعد.
كما أكد مسؤول في الفاتيكان، طلب عدم ذكر اسمه، التخطيط للزيارة مشيراً إلى أنها ربما تكون ضمن جولة ستشمل تركيا أيضاً.
البابا ليو يعد الأمريكي الأول في التاريخ
انتُخب الكرادلة الكاثوليك البابا ليو، وهو أول بابا أمريكي في التاريخ، في الثامن من مايو الماضي ليحل محل البابا الراحل فرنسيس الذي كان يعتزم زيارة لبنان لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب مشكلات صحية. وفقاً لإحصاءات الفاتيكان، يعيش في لبنان أكثر من مليوني كاثوليكي.
لم يرد متحدث باسم الفاتيكان حتى الآن على طلب للتعليق على تصريحات الراعي، لكن مصادر فاتيكانية أكدت أن التخطيط للزيارة قائم.
زيارة البابا من المتوقع أن تشمل تركيا أيضاً
من المتوقع أن تكون الزيارة ضمن جولة أوسع تشمل تركيا أواخر نوفمبر، حيث يُنتظر أن يزور البابا تركيا للمشاركة في إحياء الذكرى السنوية الـ1700 للمجمع المسكوني الأول في نيقية. يُعتبر هذا المجمع، الذي انعقد عام 325 في ما يُعرف اليوم بإزنيك في تركيا، حدثاً تاريخياً مهماً في تأسيس العقيدة المسيحية.
ذكر خبير الشؤون الشرق أوسطية ألبرتو فرنانديز أن الزيارة المتوقعة للبنان ستكون مرتبطة على الأرجح بالرحلة البابوية إلى نيقية، والتي من المرجح أن تتم في 30 نوفمبر، عيد القديس أندراوس، عندما تزور وفود كاثوليكية تركيا تقليدياً.
رسائل التضامن مع لبنان
في رسالة وجهها البابا ليو إلى لبنان في وقت سابق من هذا الشهر، إحياء للذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة 200 شخص وتسبب بأضرار بمليارات الدولارات، وقال البابا: “يبقى لبنان الحبيب والمتألم في قلب صلواتنا”.
كما التقى البابا ليو بالرئيس اللبناني جوزيف عون، في الفاتيكان في يونيو الماضي، حيث أكد كلاهما التزامهما بالحوار بين الأديان والثقافات.
دعوة للسلام في الشرق الأوسط
ودعا البابا ليو يوم الأربعاء الكاثوليك وغيرهم إلى جعل يوم الجمعة المقبل يوماً للصوم والصلاة من أجل السلام في الشرق الأوسط وأوكرانيا والمناطق الأخرى التي تعاني من الحروب.
كما دعا البابا إلى وقف إطلاق النار في غزة بعد قصف إسرائيل للكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في القطاع، مما أسفر عن مقتل عدة أشخاص.
أهمية الزيارة للمسيحيين اللبنانيين
تأتي الزيارة المرتقبة في وقت حساس يمر به لبنان، حيث يعاني من أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة.
ويُقدر أن المسيحيين يشكلون حوالي 30% من سكان لبنان، والكنيسة المارونية في شراكة تامة مع روما.
من المتوقع أن تحمل الزيارة رسائل دعم ومساندة للشعب اللبناني، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية الحوار والتعايش بين مختلف الطوائف. وستكون للزيارة أبعاد روحية وإنسانية كبيرة، حيث سيُعبر البابا عن تضامنه مع الشعب اللبناني في محنته.