وجه البابا ليو بابا الفاتيكان مناشدة عاجلة لزعماء العالم اليوم الخميس للقضاء على الجوع وقال أمام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) إن السماح بعيش الملايين وموتهم جوعى يشكل “انحرافا أخلاقيا”.
البابا ليو: عدد 673 مليون “علامة واضحة على قسوة عالم تحكمه اقتصاديات بلا روح”
واستشهد البابا ببيانات صادرة عن الأمم المتحدة تشير إلى أن نحو 673 مليونا لا يتناولون ما يكفي من الغذاء يوميا.
البابا وصف هذا العدد بأنه “علامة واضحة على قسوة عالم تحكمه اقتصاديات بلا روح، ونموذج تنمية مشكوك في إنسانيته، ونظام توزيع موارد ظالم وغير مستدام”.
وقال البابا “في زمن أطالت فيه العلوم عمر الإنسان، وقربت فيه التكنولوجيا القارات، ووسع فيه العلم آفاقا لم تكن ممكنة، يبقى السماح لملايين البشر بأن يعيشوا ويموتوا جوعى فشلا جماعيا وانحرافا أخلاقيا وذنبا تاريخيا”.
البابا يدين استخدام الجوع كسلاح حرب
وأدان البابا ليو الرابع عشر بشدة استخدام الجوع كسلاح في الحروب، دون أن يذكر صراعات أو دول بعينها.
وقال: “سيناريوهات الصراع الحالية أعادت استخدام الغذاء كسلاح حرب”. وأضاف أن القانون الإنساني الدولي “يحظر بشكل لا لبس فيه الهجمات على المدنيين وعلى السلع الأساسية اللازمة لبقاء السكان”، وتابع قائلاً: “يبدو أن هذا المبدأ قد نُسي، حيث نشهد بألم استمرار تنفيذ هذه الاستراتيجية القاسية”.
ووصف “الاستراتيجية القاسية” لاستخدام الغذاء كسلاح حرب بأنها “تدين الرجال والنساء والأطفال بالجوع من خلال حرمانهم من أبسط حق: الحق في الحياة”.
البابا يسلط الضوء على المفارقات الفاضحة في عالم الوفرة
وسلط البابا الضوء على “المفارقات الفاضحة” التي تسمح بإهدار كميات هائلة من الطعام في العالم “بينما جموع من الناس يتدافعون للعثور على شيء في القمامة ليضعوه في أفواههم”.
وتساءل قائلاً: “كيف يمكننا أن نفسر أوجه التفاوت التي تسمح لقلة بامتلاك كل شيء، بينما لا يملك كثيرون شيئاً؟”.
ودعا البابا الأمريكي، البالغ من العمر 69 عاماً والذي أمضى عقدين من حياته مبشراً في بيرو، العالم إلى الاستيقاظ من “الخمول القاتل الذي نحن غارقون فيه”.
وقال: “الوجوه الجائعة لكثير من الناس الذين ما زالوا يعانون تتحدانا وتدعونا إلى إعادة النظر في أنماط حياتنا، وأولوياتنا، وطريقة عيشنا في عالم اليوم بشكل عام”.
البابا يذكر عدة دول تعاني من أزمات غذائية حادة
وذكر البابا ليو بشكل صريح عدداً من مناطق الصراع والأزمات في العالم، قائلاً: “كيف يمكننا ألا نتذكر كل أولئك الذين حُكم عليهم بالموت والمشقة في أوكرانيا وغزة وهايتي وأفغانستان ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى واليمن وجنوب السودان، على سبيل المثال لا الحصر، من الأماكن على هذا الكوكب حيث أصبح الفقر الخبز اليومي لكثير من إخوتنا وأخواتنا”.
وأكد الحبر الأعظم أن الأزمة الإنسانية في هذه المناطق تتطلب استجابة عاجلة من كل دولة، ومن كل هيئة دولية، ومن كل كيان إقليمي أو محلي أو خاص، وشدد على أن “الذين يعانون من الجوع ليسوا غرباء”، مضيفاً: “إنهم إخوتي وأخواتي، ويجب أن أساعدهم دون تأخير”.