دعا البابا الرابع عشر، في بيان رسمي صدر من الفاتيكان، إلى ضرورة تنسيق الاستجابة الدولية لمواجهة الكارثة الإنسانية المتفاقمة في السودان، في ظل تفاقم الأزمة جراء الحرب الدامية وانهيار الأوضاع الإنسانية خاصة في إقليم دارفور ومدينة الفاشر.
أوضح البابا في المقابلة العامة الأسبوعية بساحة القديس بطرس يوم الأربعاء الثاني من سبتمبر 2025 أنه تلقى “أنباء مأساوية من دارفور”، مشيراً إلى محاصرة آلاف المدنيين في مدينة الفاشر وتهديدهم بالمجاعة والعنف نتيجة تصعيد قوات الدعم السريع للهجمات والقصف نهاية شهر أغسطس. ولفت البابا إلى أن كارثة انهيار التربة الأخيرة في الإقليم أدت إلى فقدان قرية بأكملها وأسفرت عن مئات الضحايا، فضلاً عن تهديد الكوليرا حياة مئات آلاف الأشخاص في ظل هشاشة النظام الصحي.
طالب البابا المسؤولين السودانيين والأسرة الدولية بتوفير ممرات إنسانية عاجلة ووضع آليات استجابة منسقة لإيقاف المعاناة المتفاقمة. كما شدد على ضرورة إنهاء العنف وفتح باب الحوار “الجاد والصادق” بين جميع الأطراف السودانية دون إقصاء، لإعادة الأمل والكرامة والسلام للشعب السوداني المرهق من الحرب والجوع والنزوح.
وأضاف البابا: “حان الوقت لإطلاق حوار يشمل الجميع من أجل إنهاء النزاع، وإعادة بناء السلم والاستقرار”، مؤكداً أن المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤوليته، وضمان وصول الدعم والمساعدات إلى كل المناطق المنكوبة، وعدم الاكتفاء ببيانات الشجب والتنديد.
تشير بيانات الأمم المتحدة إلى تصاعد عدد القتلى إلى عشرات الآلاف، ونزوح ملايين السودانيين أواخر أغسطس الماضي، فيما تعاني ولايات السودان من خطر المجاعة وغياب الخدمات الأساسية مع استمرار المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023. وقد رحبت السلطات المحلية ومنظمات الإغاثة بنداء البابا، بينما طالبت أطراف إفريقية ودولية بتضافر الجهود لمنع تكرار الكوارث وحماية المدنيين من ويلات الحرب والنزوح.