أعلن مكتب المدعي العام في ريو دي جانيرو البرازيلية، أن عدد القتلى في أكبر وأعنف عملية عسكرية شنتها الشرطة ارتفع إلى 132 شخصاً على الأقل، بعد أن عثر السكان على عشرات الجثث الإضافية في الشوارع والغابات المجاورة.
وذكر بيان المكتب: “آخر تحديث يشير إلى 132 وفاة”. وجاء الارتفاع الحاد في الأرقام بعد قيام عائلات الضحايا بجمع جثث موتاهم من الشوارع والمناطق المحيطة بعد انتهاء العملية.
وكان حاكم ولاية ريو كلاوديو كاسترو قد أعلن الثلاثاء عن 64 قتيلاً فقط بينهم أربعة من رجال الشرطة، لكنه حذّر من أن الرقم الفعلي قد يكون أعلى بكثير.
الشرطة نفذت عملية استهدفت عصابة كوماندو فيرميليو
ونفذت قوات الشرطة والعسكر البرازيلية الثلاثاء عملية عسكرية ضخمة استهدفت عصابة “كوماندو فيرميليو” (القيادة الحمراء)، إحدى أكبر عصابات تهريب المخدرات في البرازيل.
وشارك في العملية حوالي 2500 عنصر من قوات الأمن والعسكر، مدعومين بمروحيات وسيارات مدرعة وعربات هدم.
واستهدفت العملية حيين فقيرين من الأحياء العشوائية بالقرب من المطار الدولي في شمال ريو، هما كومبليكسو دا بينيا وكومبليكسو دو أليماو.
اشتباكات عنيفة بين الشرطة البرازيلية والعصابات
شهدت المناطق المستهدفة اشتباكات عنيفة استمرت معظم فترات اليوم. حيث أطلق تجار المخدرات النار من مسدسات رشاشة ورشاشات، وأشعلوا حواجز حريقة لعرقلة تقدم السيارات المدرعة.
واستخدمت العصابات طائرات مسيرة لقصف الشرطة بقنابل يدوية، مما أظهر مستوى من التسليح لم يُرَ في عمليات سابقة، وظهرت في مقاطع فيديو أعمدة دخان سميك تتصاعد من أحياء المدينة وسط دوي الأسلحة النارية.
ضحايا مصطفون على الشارع
واكتشفت عائلات الضحايا الأربعاء حوالي 60 جثة إضافية لم تُحسب في الأرقام الرسمية الأولى. وقام السكان بنقل الجثث إلى أحد الساحات العامة في حي “فيلا كروزيرو” وصفوها على الأرض بموازاة بعضها البعض لتسهيل عملية التعرف عليها.
ووصف شهود عيان المشهد بأنه “يشبه ساحة حرب”، حيث كان أفراد الأسر يبحثون عن أحبائهم وسط الجثث الممددة على الأرض، وأشارت الأسر إلى أن السلطات استغرقت وقتاً طويلاً جداً في نقل الجثث، مما اضطرهم للقيام بهذه المهمة بأنفسهم.
وقالت صحيفة “فولها دي ساو باولو” إن “جثث العشرات لم تُجمّع لساعات بينما كانت الأسر تبحث عنهم في الشوارع”.
انتقادات من الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان
وأعربت مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن “رعبه” من العملية، وطالب بفتح تحقيقات سريعة وشاملة في كل حالة وفاة.
وقال مسؤول حقوق الإنسان التابع للمنظمة الأممية: “يجب على النيابة العامة أن تبدأ تحقيقاتها الخاصة وتوضح الظروف المحيطة بكل وفاة”.
وتأتي هذه العملية قبل أيام من استضافة ريو فعاليات عالمية مرتبطة بقمة المناخ الأممية كوب 30.
وتاريخياً، نفذت الشرطة البرازيلية عمليات أمنية واسعة قبل الأحداث الدولية الكبرى، منها أولمبياد 2016 وقمة مجموعة العشرين 2024.




