تستعد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإصدار إعلان مثير للجدل اليوم الاثنين، حيث ستربط وفقاً لمصادر مطلعة بين المكون الفعال في عقار التايلينول ومخاطر الإصابة بالتوحد.
وأفادت صحيفة واشنطن بوست، نقلاً عن أربعة مصادر مطلعة على الخطط، أن المسؤولين الفيدراليين سيحذرون النساء الحوامل من استخدام عقار التايلينول (المعروف علمياً باسم الأسيتامينوفين أو الباراسيتامول) في المراحل المبكرة من الحمل، إلا في حالة الحمى.
كينيدي يقود الحملة رغم الجدل العلمي
يأتي هذا الإعلان في إطار جهود وزير الصحة والخدمات الإنسانية روبرت ف. كينيدي الابن، الذي وعد في أبريل الماضي بالكشف عن أسباب التوحد بحلول شهر سبتمبر، وقد أعلن كينيدي في اجتماع مجلس الوزراء أن الإدارة ستكشف عن “تدخلات معينة تسبب بوضوح التوحد”.
وأشار المتحدث باسم البيت الأبيض كوش ديساي يوم الأحد إلى أن “الإعلان سيحقق تقدماً تاريخياً” في معالجة ارتفاع معدلات التوحد.
ووفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن نسبة الإصابة بالتوحد بين الأطفال البالغين 8 سنوات ارتفعت من 1 من كل 150 طفل عام 2000 إلى 1 من كل 31 طفل عام 2022.
شركة كينفو تواجه ضغوطاً مالية
تأثرت أسهم شركة كينفو، الشركة المصنعة لعقار التايلينول، بشدة جراء هذه التطورات، وانخفضت الأسهم بنسبة تصل إلى 4% في التداولات المبكرة يوم الاثنين، مما ساهم في انخفاض قيمتها بنسبة 14% هذا العام.
وأكدت كينفو في بيان صدر يوم الأحد أن “العلم المستقل والسليم يوضح بوضوح أن تناول الأسيتامينوفين لا يسبب التوحد”.
وأضافت الشركة أنها “تختلف بشدة مع أي ادعاء خلاف ذلك وتشعر بقلق عميق إزاء المخاطر الصحية التي يطرحها هذا على النساء الحوامل”.
الليوكوفورين كعلاج محتمل للتوحد
بالإضافة إلى تحذيراتها من التايلينول، تخطط الإدارة الأمريكية لترويج عقار الليوكوفورين كعلاج محتمل للتوحد.
والليوكوفورين هو شكل من أشكال حمض الفوليك يُستخدم عادة في علاج السرطان للحد من الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي.
وأظهرت تجارب سريرية صغيرة نتائج واعدة للعقار، ففي دراسة أمريكية شملت 48 طفلاً، أظهر 65% من الأطفال الذين تناولوا الليوكوفورين تحسناً ملحوظاً في اللغة، مقارنة بـ 24% فقط من مجموعة الدواء الوهمي.
كما وجدت دراسة فرنسية أن الأطفال الذين تناولوا الليوكوفورين حققوا انخفاضاً في درجات التوحد بمعدل 2.8 نقطة.
دعوات لمزيد من البحث حول استخدام عقار التايلينول
ورغم الجدل، يواصل الباحثون دراسة الليوكوفورين كعلاج محتمل للتوحد، حيث تجري حالياً تجارب سريرية متعددة المراكز في مستشفى الأطفال في فينيكس وجامعة إيموري ومركز لوري في مستشفى ماساتشوستس العام للتحقق من النتائج السابقة.
كما تخطط الإدارة الأمريكية لإطلاق مبادرة أوسع تتضمن حوالي 12 مجموعة عمل لفحص نحو 30 فرضية حول الأسباب المحتملة للتوحد، في إطار مبادرة علوم البيانات للتوحد التي تبلغ قيمتها 50 مليون دولار.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه الوكالات الصحية الفيدرالية اضطراباً كبيراً، بما في ذلك إقالة مدير مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها وخروج عدة مساعدين كبار، ودعوة من أكثر من ألف موظف حكومي لاستقالة كينيدي.