قالت عمليات التجارة البحرية التابعة للبحرية الملكية البريطانية (UKMTO) إن سفينة تجارية أبلغت عن سماع صوت انفجار ورشّ مائي في محيطها، على بعد 120 ميلاً بحرياً شرق مدينة عدن في الساحل الجنوبي لليمن، وفقاً لرويترز.
وأضافت الهيئة أن السفينة وطاقمها بخير، وتابعت طريقها إلى ميناء الوجهة التالي دون أضرار.
في تقريرها اليومي، أوضحت الـUKMTO أن الحادث المزعوم قد يكون هجوماً بطائرة مسيّرة أو صاروخ أرض-بحر، لكن لم ترد أي جهة على الفور بالمطالبة بالمسؤولية، ولم تُسجل أي خسائر بشرية أو أضرار مادية على متن السفينة.
الحادثة تأتي وسط تصعيد هجمات مليشيات الحوثي على السفن العابرة
تأتي الحادثة وسط تصعيد هجمات ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً على السفن العابرة للبحر الأحمر وخليج عدن منذ اندلاع الحرب في غزة أواخر 2023.
وترى الميليشيات أن استهدافها للسفن يضغط على حلفاء إسرائيل، بينما تحذر الدول البحرية من مخاطر أمن الملاحة في المضائق الاستراتيجية.
تكرار الهجمات البحرية من قبل مليشيات الحوثي
واستهدفت الميليشيات الحوثية أكثر من 90 سفينة منذ بداية الحرب في غزة، مستخدمة صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة بحسب تقارير غربية.
في أغسطس الماضي، أعلن الـUKMTO عن هجوم صاروخي مزدوج استهدف ناقلتي نفط شمالي البحر الأحمر، ولم تتعرض أي منهما لأضرار كبيرة.
كما سجّلت شركات تأمين السفن الخاصة ارتفاعاً في أقساط المخاطر بنسبة 35% للملاحة في المنطقة منذ بداية 2025، بسبب تزايد الانتهاكات والهجمات بالقرب من مضيق باب المندب والبحر الأحمر.
ردود فعل دولية على هجمات الحوثيين على السفن
وأدانت الولايات المتحدة حادث اليوم، وأكدت وزارة الدفاع الأميركية استعداد الأسطول البحري الثالث لتأمين الممرات البحرية ضد أي تهديد.
وفي القاهرة، دعت مصر الأمم المتحدة إلى عقد اجتماع عاجل لمناقشة أعمال «الإرهاب البحري» التي تهدد حركة التجارة العالمية، خاصة بعد تضرر سلاسل الإمداد وارتفاع أسعار الشحن.
من جهتها، أعلنت السفينة التجارية المتضررة، التي ترفع علم دولة أوروبية، أنها حصلت على دعم لوجستي من قوة حماية الملاحة البريطانية في خليج عدن، وأنها ستبلغ السلطات المحلية بأي تطورات.
تأثيرات اقتصادية واستراتيجية على استهداف الملاحة البحرية
ويلعب ممر البحر الأحمر دوراً محورياً في التجارة العالمية، حيث تمر عبره شحنات نفط وبضائع قيمتها تقدر بتريليون دولار سنوياً.
ويشير خبراء أمن بحري إلى أن استمرار الهجمات قد يدفع بعض الشركات إلى استخدام طريق رأس الرجاء الصالح الأطول والأكثر تكلفة، ما يرفع أسعار البضائع العالمية.
كما تتخوف دول الخليج من تزايد التوترات وانعكاسها على أسعار النفط واستقرار أسواق الطاقة.
في خضم هذه التطورات، تؤكد هيئة UKMTO أنها ستستمر في متابعة أي حادث وتقديم أحدث المعلومات للسفن العابرة، داعية القادة البحريين إلى توخي أقصى درجات الحيطة والحذر خلال عبور المنطقة.