الطائرات المسيرة والموجهة بالذكاء الاصطناعي تعيد تشكيل الحروب اليوم، هذا الأمر بحسب مقال في موقع الأمم المتحدة أصبح يطرح تساؤلات أخلاقية حول “الأتمتة” في الصراعات، حيث يسارع صانعو السياسات الدولية إلى وضع قواعد أساسية بهذا الشأن، من أجل كبح جماح التكنولوجيا سريعة التطور.
من ضمن هذه التساؤلات التي طرحت ماذا لو كانت هذه الآلات تستخدم البيانات لتحديد من الذي يجب استهدافهم بالقتل بصفتهم أعداء؟ الأمم المتحدة ومجموعة من المنظمات غير الحكومية قلقة للغاية من أن هذا السيناريو على وشك أن يصبح واقعاً، لذا فإنها تطالب بتنظيم دولي للأسلحة الفتاكة ذاتية التشغيل لتجنب مستقبل قريب تٌملي فيه الآلات خيارات الحياة والموت.
هذه الخشية تنبع من أننا نسلم طواعية معلومات عن أنفسنا للآلات، عندما نقبل ملف تعريف ارتباط عبر الإنترنت أو نستخدم محركات البحث، حيث في الغالب لا نفكر في كيفية بيع بياناتنا قبل أن نضغط على زر ” الموافقة” للوصول إلى الصفحة التي نريدها، أو التي تستهدفنا كمستهلكين.
الحرب الروسية الأوكرانية أنموذجاً
خلال هذه الحرب تكشّف الدور الكبير للمسيرات في تغيير موازين القوى وتحولات الحرب، فقد اعتمد الجيش الأوكراني بشكل كبير على هذه المسيرات، فبعد أن كانت في السابق حكراً على أغنى الدول القادرة على تحمل تكلفة الطائرات المسيرة الأكثر تطوراً وتكلفة.
أثبتت أوكرانيا أنه بقليل من الإبداع، يمكن تعديل المسيرات منخفضة التكلفة لتكون ذات تأثير فتاك، مع انعكاس هذا التحول في الصراعات حول العالم، فإن طبيعة القتال الحديث تعاد صياغة طبيعتها.
المقال المنشور على الموقع الرسمي للأمم المتحدة قال إن تصاعد شبح المسيرات أو غيرها من الأسلحة ذاتية التشغيل يزيد المخاوف المستمرة بشأن “روبوتات قاتلة” وتقرر من تهاجمه.
تحذيرات أممية ومنظمات حقوقية
ممثلة الأمم المتحدة السامية لشؤون نزع السلاح إيزومي ناكاميتسو، قالت إن موقف المنظمة حول هذه الأسلحة واضح، مشيرة لحديث الأمين العام للأمم المتحدة أن استخدام الآلات ذات السلطة المفوضة بالكامل والتي تتخذ قرارات تتعلق بقتل البشر، أمر مناف أخلاقياً.
من جانبها ويرهام من هيومن رايتس ووتش قالت إنه لا تزال العيوب تشوب الذكاء الاصطناعي، وهو برأيها يتضمن تحيزات الأشخاص الذين برمجوا هذه الأنظمة.
أما فيما يتعلق بالاعتراضات الأخلاقية والمعنوية، فتقول وفقا للمقال المنشور على موقع الأمم المتحدة، نيكول فان رويجين، المدير التنفيذي لتحالف ” أوقفوا الروبوتات القاتلة”، وهو تحالف يناضل من أجل قانون دولي جديد بشأن الاستقلالية في أنظمة الأسلحة، إن هذه الأسلحة ستجعل من الصعب للغاية تحديد المسؤولية عن جرائم الحرب وغيرها من الفظائع.
دعوات لحظر هذه الأسلحة بحلول 2026
المقال المنشور على موقع الأمم المتحدة الرسمي أشار إلى أن السرعة التي تتقدم بها التكنولوجيا، والأدلة على استخدام أنظمة الاستهداف المدعومة بالذكاء الاصطناعي بالفعل في ساحات المعارك، تزيد من الدعوات الملحة لوضع قواعد دولية لهذه التكنولوجيا.
وأشار المقال إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش دعا الدول الأعضاء خلال مناقشات غير رسمية إلى الموافقة على اتفاقية ملزمة قانوناً لتنظيم وحظر استخدام تلك الأسلحة بحلول العام 2026.