أصدرت السلطات السودانية تحذيرات عاجلة من فيضانات غير مسبوقة تجتاح مناطق واسعة من البلاد، نتيجة ارتفاعات قياسية في مناسيب النيل الأبيض لم تشهدها البلاد منذ عام 2020.
وأكدت وزارة الزراعة والري السودانية أن النيل الأبيض سجل زيادة غير مسبوقة في الإيراد تراوحت ما بين 60% إلى 100% فوق المتوسط الطبيعي.
تشكيل غرفة عمليات طارئة وإجراءات الاستنفار
شكلت الحكومة السودانية غرفة عمليات طارئة بإشراف مباشر من وزير الزراعة والري البروفيسور عصمت قرشي لمواجهة التطورات الخطيرة.
وعملت الغرفة على مدار الساعة مع استنفار جميع الكوادر الفنية والعاملين في محطات الرصد وغرف الإنذار المبكر لتنظيم المناسيب وتخفيف حدة الفيضان.
و أكدت وزارة الري أن مناسيب المياه بلغت مستويات الفيضان في عدة محطات رئيسية شملت الخرطوم ومدني وشندي وعطبرة وبربر وجبل أولياء.
ارتفاع الوارد من المياه من بحيرة فيكتوريا التي ينبع منها النيل الأبيض
وتزامنت عوامل متعددة لتسبب هذا الارتفاع القياسي في مناسيب النيل الأبيض. بلغ منسوب بحيرة فيكتوريا، المصدر الرئيسي للنيل الأبيض، أرقاماً قياسية اقتربت من أعلى مستوى مسجل تاريخياً البالغ 1137.5 متر فوق سطح البحر في مايو 2024.
ووفقاً لوزير المياه والبيئة الأوغندي سام تشيبتوريس، ارتفع منسوب بحيرة فيكتوريا إلى 13.66 متر، مقارنة بـ 13.5 متر في عام 2020.
وهذا الارتفاع أجبر أوغندا على تصريف مياه إضافية نحو النيل الأبيض، مما زاد من حجم التدفق باتجاه السودان.
المناطق المتضررة من الفيضانات والأضرار المسجلة
وقد اجتاحت مياه الفيضانات ست ولايات سودانية على الأقل شملت النيل الأزرق وسنار والجزيرة والخرطوم ونهر النيل والنيل الأبيض.
وفي منطقة ود رملي شمال الخرطوم، أجلى الدفاع المدني السوداني أكثر من 500 أسرة بعد اجتياح المياه للمنطقة وانهيار أجزاء من الترس الترابي.
كما غمرت المياه منازل ومزارع وحقول المنطقة، مما دفع السكان لمحاولة إنقاذ ممتلكاتهم في ظل تهديد منازل آيلة للسقوط.
وأعلنت غرفة طوارئ محلية جبل أولياء أن مناطق ضفاف النيل الأبيض تواجه خطراً حقيقياً بسبب ارتفاع منسوب المياه.
فقد اجتاحت المياه جميع الحواجز على ضفاف النيل في مناطق العسال وطيبة الحسناب والشقيلاب والكلاكلات، وشقت طريقها للأحياء السكنية ومنازل المواطنين.
التأثير على إدارة السدود والمنشآت المائية في السودان
وسجلت السدود السودانية تصريفات عالية جداً لمواجهة تدفق المياه، حيث بلغ تصريف سد مروي، أكبر السدود السودانية في الشمال، 750 مليون متر مكعب يومياً، وهو الأعلى منذ سنوات طويلة.
كما تجاوز تصريف خزان جبل الأولياء 130 مليون متر مكعب يومياً، بينما وصل تصريف خزان سنار إلى 706 ملايين متر مكعب.