أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعليق عملياتها مؤقتاً في مدينة غزة وإجلاء موظفيها إلى مناطق أخرى، وذلك بسبب تصاعد العمليات القتالية الإسرائيلية في أكبر المدن الفلسطينية.
وأوضحت اللجنة في بيان رسمي أن تكثيف العمليات العسكرية في مدينة غزة أجبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر على تعليق عملياتها مؤقتاً في مكتب مدينة غزة وإعادة توطين الموظفين في مكاتب الصليب الأحمر في جنوب غزة لضمان سلامة الموظفين واستمرارية العمل، بحسب رويترز.
وحسب البيان المنشور في جنيف، فإن هذا القرار جاء مع تدهور الوضع الإنساني وتصاعد عدوان الاحتلال الإسرائيلي، في وقت يواجه فيه عشرات الآلاف من المدنيين في غزة أوضاعاً إنسانية كارثية.
الصليب الأحمر: استمرار العمل من المناطق الجنوبية
وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها ستواصل جهودها لتقديم الدعم للمدنيين في مدينة غزة كلما سمحت الظروف بذلك من مكاتبها في دير البلح ورفح، التي لا تزال تعمل بكامل طاقتها.
وأوضحت أن هذا يشمل تقديم التبرعات الطبية للمنشآت الصحية القليلة التي لا تزال تعمل في مدينة غزة، والجهود المبذولة لتسهيل حركة المسعفين الأوائل.
كما أشارت إلى أن مستشفى الصليب الأحمر الميداني في رفح سيستمر في كونه شريان حياة للعديد من المرضى الجرحى الذين يتدفقون إليه.
الوضع الميداني في غزة
وتشهد مدينة غزة تصعيداً عسكرياً إسرائيلياً مكثفاً، حيث تواصل القوات الإسرائيلية قصفها الجوي والمدفعي والبحري عبر القطاع، خاصة في محافظة غزة.
وأفادت السلطات الصحية المحلية بمقتل 35 شخصاً على الأقل في جميع أنحاء غزة يوم الأربعاء، معظمهم في مدينة غزة.
وحسب وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، فإن الجيش الإسرائيلي يكمل في هذه الساعات السيطرة على محور نتساريم حتى شاطئ غزة ويقسم غزة بين الشمال والجنوب.
وأضاف أن هذا سيشدد الحصار حول مدينة غزة، وكل الخارجين منها إلى الجنوب سيضطرون للمرور عبر نقاط الفحص التابعة للجيش الإسرائيلي.
التحذير من كارثة إنسانية في غزة
وحذرت اللجنة من أن فرق الإسعاف، بما في ذلك جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني، تعمل بلا توقف لتقديم الإغاثة إلا أن حركتها وقدرتها على الوصول إلى المدنيين بأمان تتعرضان لقيود بالغة.
وأكدت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش في تصريحات سابقة أن الوضع في غزة أسوأ من الجحيم على الأرض، محذرة من أن ما يحدث يتجاوز أي معيار قانوني أو أخلاقي أو إنساني مقبول.
ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيانها إلى أن وقف الأعمال القتالية أمر حتمي وعاجل. وشددت على أنه بموجب القانون الدولي الإنساني، يجب حماية المدنيين سواء بقوا أو غادروا مدينة غزة.
وأكدت أن على إسرائيل، بصفتها القوة المحتلة، التزام بضمان تلبية احتياجاتهم الأساسية. كما طالبت بأن يكون هناك احترام وحماية للعاملين الطبيين والوحدات ووسائل النقل، وكذلك لأفراد الدفاع المدني.