تشهد الصومال أزمة صحية خطيرة مع تزايد انتشار مرض الدفتيريا بشكل مقلق، حيث تضاعفت الحالات هذا العام بشكل كبير وسط نقص حاد في اللقاحات وتراجع حاد في المساعدات الدولية، خاصة الأمريكية، مما يهدد بتفاقم الكارثة الصحية في البلاد، بحسب رويترز.
ارتفاع حاد في الحالات والوفيات
كشف حسين محيي الدين، مدير عام المعهد الوطني للصحة في الصومال، أن عدد الإصابات المسجلة تجاوز 1600 حالة بينها 87 وفاة منذ بداية عام 2025، مقارنة بـ838 إصابة و56 وفاة فقط خلال عام 2024 بأكمله، وهذا يعني تضاعف الحالات بنسبة تقارب 91% والوفيات بنسبة 55% تقريباً خلال الأشهر الأولى من العام.
تشير بيانات مستشفى ديمارتينو في مقديشو إلى تطور مقلق، حيث استقبل المستشفى حوالي 49 حالة خلال عام 2024 بأكمله، بينما استقبل 497 حالة خلال الأشهر الأربعة الأولى فقط من عام 2025، بارتفاع يزيد عن 1000%. كما ارتفعت الوفيات في المستشفى من 13 حالة إلى 42 حالة.
طبيعة مرض الدفتيريا وضعف التطعيم
الدفتيريا (المعروف باسم الخناق) مرض بكتيري شديد العدوى يسببه الوتد الخناقي، يؤدي إلى تورم الغدد ومشاكل حادة في التنفس وحمى، ويصيب الأطفال بشكل أساسي، ويمكن الوقاية من المرض بلقاح أصبح متاحاً على نطاق واسع في منتصف القرن العشرين.
تشير الإحصاءات إلى أن الأطفال يمثلون أكثر من 97% من الحالات المسجلة، مما يعكس ضعف برامج التطعيم في البلاد، ورغم تحسن معدلات التطعيم في الصومال خلال العقد الماضي، لا يزال مئات الآلاف من الأطفال غير محصنين بالكامل أو لم يكملوا جرعاتهم الأساسية.
انهيار المساعدات الأمريكية للصومال
يشكل التراجع الحاد في المساعدات الأمريكية العامل الأبرز في تفاقم الأزمة، فوفقاً لإحصاءات الحكومة الأمريكية، انخفضت المساعدات من 765 مليون دولار إلى 149 مليون دولار فقط للسنة المالية المنتهية في سبتمبر 2025، بانخفاض يبلغ 80.5
أوضح وزير الصحة الصومالي علي حاجي آدم أن “قطع الولايات المتحدة للمساعدات أثر بشكل كبير على التمويل الذي كانت تقدمه للصحة في الصومال، أُغلقت العديد من المراكز الصحية، كما أن فرق التطعيم المتنقلة التي كانت تنقل اللقاحات إلى المناطق النائية فقدت التمويل ولم تعد تعمل”.
نقص عالمي في لقاحات الدفتيريا
إلى جانب تراجع التمويل، تواجه الحكومة الصومالية نقصاً عالمياً في لقاحات الدفتيريا يجعل الحصول على الكميات المطلوبة أمراً بالغ الصعوبة.
حيث قال الوزير آدم إن “الحكومة تكافح للحصول على ما يكفي من اللقاحات بسبب نقصها عالمياً، وإن خفض المساعدات الأمريكية يجعل توزيع ما لديها من جرعات صعباً”.
وأكدت منظمة أطباء بلا حدود أن مخزون مضادات السموم المخصص لعلاج الدفتيريا قد استُنفد، ويجري حالياً توزيعه بالتعاون مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية بناءً على الاحتياجات الملحة.
التأثير على الأمراض الأخرى في الصومال
حذرت منظمة إنقاذ الطفولة من أن إغلاق مئات العيادات الصحية ساهم في تضاعف الإصابات بأمراض معدية أخرى مثل الحصبة والسعال الديكي والكوليرا منذ منتصف أبريل.
وتشهد الصومال أيضاً تفشي الكوليرا مع تسجيل 2943 حالة إصابة جديدة و26 حالة وفاة منذ يناير 2024.
قالت فريدا أثاناسياديس، منسقة الشؤون الطبية في منظمة أطباء بلا حدود: “انتشار الدفتيريا بين الأطفال دون 15 عاماً يزداد بسرعة، مشيرة إلى أن انخفاض تغطية التطعيم والتردد في تلقيه وسوء ظروف المعيشة كلها عوامل تسهم في انتشار المرض”.