أطلقت الصين تأشيرة “K” الجديدة في الأول من أكتوبر 2025، ضمن مساعيها الرامية إلى استقطاب الكفاءات الشابة في مجالات العلوم والتكنولوجيا من مختلف دول العالم.
ويأتي البرنامج الجديد في إطار منافسة بكين المتصاعدة مع واشنطن على اجتذاب أفضل المواهب العالمية في القطاعات التقنية المتقدمة.
وأعلن مجلس الدولة الصيني، الذي يمثل السلطة التنفيذية في البلاد، عن التأشيرة الجديدة في أغسطس الماضي عبر المرسوم رقم 814، الذي عدّل لائحة إدارة دخول الأجانب وخروجهم.
ووقّع رئيس الوزراء لي تشيانغ على المرسوم لإصدار التعديلات الجديدة على نظام التأشيرات الذي يضم الآن 13 فئة بعد إضافة التأشيرة الجديدة.
التأشيرة الجديدة تهدف إلى “تسهيل التبادلات والتعاون” بين المهنيين الشباب الصينيين والدوليين
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، غوه جياكون، في مؤتمر صحفي منتظم بأن التأشيرة الجديدة تهدف إلى “تسهيل التبادلات والتعاون” بين المهنيين الشباب الصينيين والدوليين في المجالات العلمية والتقنية.
وأضاف أن حاملي التأشيرة يمكنهم المشاركة في التبادلات في مجالات التعليم والثقافة والعلوم والتكنولوجيا، بالإضافة إلى الأنشطة التجارية وريادة الأعمال.
وتستهدف التأشيرة الجديدة خريجي الجامعات المعترف بها في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، الحاصلين على درجة البكالوريوس كحد أدنى، وكذلك المهنيين الشباب العاملين في التدريس أو البحث العلمي في مؤسسات معتمدة.
وتمنح التأشيرة مزايا أكبر مقارنة بفئات التأشيرات الأخرى من حيث عدد الدخولات المسموح بها ومدة الصلاحية وفترة الإقامة.
الصين: أبرز مميزات البرنامج الجديد عدم اشتراط وجود عرض عمل مسبق
ومن أبرز مميزات البرنامج الجديد عدم اشتراط وجود عرض عمل مسبق أو دعوة من جهة صينية، على عكس التأشيرات التقليدية الأخرى مثل تأشيرة “R” المخصصة للخبراء الأجانب.
تتيح هذه التأشيرة المرونة للمتقدمين الدخول إلى الصين دون الحاجة لكفيل، مما يبسّط الإجراءات بشكل كبير.
وأعلن إدوارد هو، مدير شؤون الهجرة في شركة نيولاند تشيس الاستشارية في شنغهاي، أن الاستفسارات حول التأشيرة الجديدة ارتفعت بأكثر من 30% منذ أغسطس الماضي.
ولاحظ هو اهتماماً متزايداً من المتقدمين المحتملين القادمين من الهند وجنوب شرق آسيا وأوروبا والولايات المتحدة.
إطلاق التأشيرة الصينية يتزامن مع تشديد القيود على برنامج التأشيرة الأميركية “H-1B”
ويتزامن إطلاق التأشيرة الصينية مع تشديد القيود على برنامج التأشيرة الأميركية “H-1B” في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وفرضت إدارة ترامب في سبتمبر الماضي رسوماً جديدة قيمتها 100 ألف دولار على طلبات تأشيرة “H-1B” الجديدة، مما أثار قلقاً واسعاً بين المهنيين الأجانب المهرة.
وأعلن الحزب الشيوعي الصيني الحاكم أن القيادة العالمية في التقنيات المتقدمة تشكّل أولوية قصوى، حيث يستثمر بكثافة في البحث والتطوير في قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات والروبوتات.
وقالت باربرا كيليمن، المديرة المساعدة في شركة دراغون فلاي للمعلومات الأمنية، إن “بكين ترى في تشديد السياسات الأميركية فرصة لتقديم نفسها كوجهة ترحيبية للمواهب الأجنبية والاستثمارات”.
ورغم المزايا التي توفرها التأشيرة الجديدة، لا تزال التفاصيل المهمة غير واضحة، مثل الحد الأقصى للعمر والمعايير الدقيقة للمؤهلات التعليمية والخبرة العملية المطلوبة، ومدة الإقامة القصوى المسموحة.
وأشارت السلطات الصينية إلى أن السفارات والقنصليات الصينية في الخارج ستصدر قريباً معلومات تفصيلية حول إجراءات التقديم للتأشيرة الجديدة.




