أطلق تقرير أعدته وكالة Axios في بداية سبتمبر الجاري، حلقة مدوّنة بعنوان “What AC, AI and Vegas’ Sphere tell us about energy” تناولت ثلاث حالات للاستخدام المفرط للطاقة، وهي التكييف والذكاء الاصطناعي ومسرح Sphere في لاس فيغاس، وهي “مبنى كروي ضخم مخصص للترفيه في لاس فيغاس، وتُعرف بأنها أكبر مبنى كروي في العالم، وتتميز بسطح خارجي مغطى بالكامل بشاشات LED ضخمة توفر تجارب بصرية غامرة، وتستضيف مجموعة واسعة من الفعاليات مثل الحفلات الموسيقية والعروض والأحداث الرياضية”.
تؤكد الدراسة أن ثمة نقاشاً متجدداً حول مفهوم “الاستخدام السيئ” للطاقة وسط ارتفاع الطلب عالمياً.
سوق مكيفات الهواء أصبح أكثر نمواً في العالم
وتشرح الباحثة آمي هاردر أن نموّ سوق مكيفات الهواء أصبح مذهلاً، إذ تباع الآن عشرة أجهزة كل ثانية حول العالم.
ففي الهند، شهد سوق مكيفات الغرف ارتفاعاً من أقل من 10 آلاف وحدة عند بداية العقد إلى نحو 14–15 مليون وحدة سنوياً، وفقاً لكانوال جِيت جاوا، رئيس شركة Daikin India. ويُعزى ذلك أساساً إلى تزايد درجات الحرارة وآثار التغير المناخي على بلدان جنوب آسيا.
يرى منتقدون أن التكييف ضروري لإنقاذ حياة الكثيرين في الدول الفقيرة والصناعية على حد سواء. وفي إشارة تاريخية، أكد رئيس وزراء سنغافورة المؤسس أن للتكييف دوراً ثورياً في تطور الحضارة الاستوائية، معتبره “أحد أهم الاختراعات في التاريخ”.
تصميم مراكز الذكاء الاصطناعي واستهلاك الطاقة
وعلى صعيد الذكاء الاصطناعي، يلقي التقرير الضوء على أثره البالغ في زيادة الاستهلاك الطاقي لمراكز البيانات.
وتصمم مراكز NTT Global Data النموذجية لتوفير 36 ميغاواط كهرباء، أي ما يعادل استهلاك 36 ألف منزل.
داخل هذه المراكز، كان استهلاك الرف الواحد من الحواسيب سابقاً بين 3 و5 كيلوواط، لكنه وصل مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى 120 كيلوواط، بل وتخطى 600 كيلوواط في بعض التجهيزات الجديدة من Nvidia، ما يمثل زيادة بنحو 12,000 بالمئة مقارنة بالعصر السابق.
مشروع Sphere في لاس فيغاس واستهلاك الطاقة
أما مشروع Sphere في لاس فيغاس، فقد كشف تقرير مستقل أن استهلاكه للطاقة قد يصل إلى 28 ميغاواط في ذروة التشغيل، وهذا يعادل استهلاك نحو 21 ألف منزل أمريكي.
ويغطي هذا الاستهلاك الضخم الشاشات الخارجية العملاقة بواجهات LED وأنظمة الصوت عالية الدقة. وتعتزم إدارة Sphere تغطية 70 بالمئة من استهلاكها عبر عقد مع شركة NV Energy لتوريد الطاقة الشمسية، بينما يُعوّض بقية الاستهلاك عبر شهادات الطاقة المتجددة.
تساؤلات حول التباين بين الابتكار والتكلفة البيئية
يطرح هذا التباين بين الابتكار والتكلفة البيئية تساؤلات حول مدى استدامة مثل هذه المشروعات في عصر تُعدّ فيه الكفاءة الطاقية أولوية عالمية.
وترى هاردر أن الاستماع لحلقة “Shocked” الافتتاحية من معهد شيكاغو للنمو المستدام يوضح العلاقة بين التكييف والذكاء الاصطناعي ومسرح Sphere ضمن نقاش أوسع حول المناخ والطاقة.
ويبدو ثمة تساؤل جوهري: هل ثمة تفرقة بين “الاستخدام الحيوي” للطاقة و”الاستخدام المفرط غير الضروري”؟
وتدعو هاردر إلى مراجعة أولويات استهلاك الطاقة على المستويات الشخصية والصناعية والحضرية، سعياً لتحقيق توازن بين الرفاهية والمتطلبات البيئية.
