شهدت كاتدرائية ويستمنستر في لندن يوم الثلاثاء 16 سبتمبر 2025، حدثًا تاريخيًا بحضور العائلة الملكية البريطانية لأول جنازة كاثوليكية لأحد أعضائها في العصر الحديث، حيث ووري جثمان دوقة كنت الأميرة كاثرين الثرى في مراسم مهيبة حضرها الملك تشارلز الثالث والأمير ويليام والأميرة كيت.
توفيت الأميرة كاثرين، دوقة كنت، في 4 سبتمبر 2025 عن عمر يناهز 92 عامًا، في قصر كنسينغتون محاطة بأفراد عائلتها، بحسب البيان الرسمي الصادر عن قصر باكنغهام. كانت الدوقة زوجة الأمير إدوارد، دوق كنت، الذي يُعتبر ابن عم للملكة إليزابيث الثانية الراحلة.

حضور ملكي مميز رغم غياب الملكة كاميلا
قاد الملك تشارلز الثالث أفراد العائلة الملكية في مراسم الجنازة، التي شهدت حضورًا بارزًا للأمير ويليام وزوجته الأميرة كيت، اللذين وصلا إلى الكاتدرائية حوالي الساعة 1:45 بعد الظهر بالتوقيت المحلي. ارتدت الأميرة كيت ملابس سوداء مع قلادة من اللؤلؤ المكونة من أربعة خيوط مع مشبك ماسي في المنتصف، والتي كانت تنتمي سابقًا للملكة إليزابيث الثانية.
تغيبت الملكة كاميلا عن المراسم في اللحظة الأخيرة بسبب إصابتها بالتهاب الجيوب الأنفية الحاد، وفقًا لما أعلنه قصر باكنغهام. أكد المتحدث الرسمي أن “أفكارها وصلواتها ستكون مع دوق كنت وجميع أفراد العائلة”.

مراسم تاريخية بطابع كاثوليكي
تُعتبر هذه المراسم الأولى من نوعها منذ قرون عديدة، حيث شهدت أول جنازة كاثوليكية لعضو في العائلة الملكية البريطانية في التاريخ الحديث. أقيمت الجنازة في كاتدرائية ويستمنستر، وهي أول جنازة ملكية تُقام في هذه الكاتدرائية منذ بنائها عام 1903.
ترأس المراسم الكاردينال فينسنت نيكولز، رئيس أساقفة ويستمنستر، بمشاركة الأسقف جيمس كاري، الأسقف المساعد لويستمنستر، وعميد وندسور. خلال الخدمة الدينية، تُليت رسالة من البابا ليو الرابع عشر، الذي أشاد بـ”إرث الخير المسيحي” للدوقة و”تفانيها في الواجبات الرسمية”.
مسيرة حياة مميزة بين الأعمال الخيرية والموسيقى
وُلدت كاثرين لوسي ماري وورسلي في 22 فبراير 1933 في يوركشاير، وانضمت للعائلة الملكية عند زواجها من الأمير إدوارد، دوق كنت، عام 1961. اشتهرت الدوقة بحضورها المنتظم في بطولة ويمبلدون للتنس، حيث كانت تقدم الكؤوس للفائزين لأكثر من ثلاثة عقود.
اعتنقت الدوقة الديانة الكاثوليكية عام 1994، لتصبح أول عضو في العائلة الملكية البريطانية يتحول للكاثوليكية منذ عام 1685. انسحبت من الواجبات العامة عام 1996 لتركز على تعليم الموسيقى، حيث عملت سرًا كمعلمة موسيقى في مدرسة ابتدائية في هال تحت اسم “السيدة كنت”.
بيان مؤثر من الأمير ويليام والأميرة كيت
أصدر الأمير ويليام والأميرة كيت بيانًا مشتركًا عقب وفاة الدوقة، قالا فيه: “أفكارنا اليوم مع دوق كنت وعائلته، وخاصة جورج وهيلين ونيكولاس. عملت الدوقة بلا كلل لمساعدة الآخرين ودعمت العديد من القضايا، بما في ذلك من خلال حبها للموسيقى. ستكون عضوًا مفقودًا جدًا في العائلة”.
وقع البيان بالأحرف الأولى “W & C”، مما يشير إلى أن الرسالة جاءت مباشرة منهما. أعلن قصر باكنغهام فترة حداد ملكي رسمية استمرت حتى يوم الجنازة، حيث تم تنكيس الأعلام في المقرات الملكية.
مراسم الوداع النهائية
بعد انتهاء الصلوات الدينية، نُقل التابوت بموكب جنائزي إلى مقبرة فروغمور الملكية في وندسور، حيث دُفنت الدوقة بجانب أعضاء آخرين من العائلة الملكية، بما في ذلك دوق وندسور والدوقة واليس سيمبسون.
حضر الجنازة أيضًا الأميرة آن وزوجها السير تيموثي لورانس، والأمير أندرو ورفيقة درب بيانات الدبلوماسية السابقة سارة فيرغسون، بالإضافة إلى صوفي دوقة إدنبرة وأعضاء آخرين من العائلة الملكية.
تُذكر الدوقة كاثرين كإحدى أكثر أفراد العائلة الملكية تواضعًا وإنسانية، حيث كرست حياتها للأعمال الخيرية والتعليم الموسيقي، تاركة إرثًا من الخدمة العامة المخلصة والعطاء الإنساني النبيل.