شركة “كار باور شيب” التركية تتعهد بتزويد العراق بـ590 ميغاواط من الكهرباء

شركة “كار باور شيب” التركية توقع عقداً لتزويد العراق بـ590 ميغاواط كهرباء لـ71 يوماً عبر وحدتين عائمتين بالبصرة

فريق التحرير
فريق التحرير
أبراج وخطوط نقل الكهرباء في العراق تحت السماء الملبدة

ملخص المقال

إنتاج AI

وقعت شركة تركية عقداً مع العراق لتزويده بـ590 ميغاواط من الكهرباء لمدة 71 يوماً، بهدف استقرار الشبكة الوطنية. يأتي هذا في ظل أزمة كهرباء مزمنة يعاني منها العراق ونقص في إمدادات الغاز.

النقاط الأساسية

  • وقعت العراق اتفاقية مع Karpowership لتزويد 590 ميغاواط من الكهرباء لمدة 71 يوماً.
  • تهدف الوحدتان العائمتان إلى استقرار الشبكة الوطنية، وسترسوان في البصرة.
  • يأتي هذا العقد كجزء من استراتيجية العراق لتنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على إيران.

وقعت شركة “كار باور شيب (Karpowership) ” التركية، المتخصصة في تشغيل محطات توليد الكهرباء العائمة، عقداً أولياً مع وزارة الكهرباء العراقية والشركة العامة لإنتاج الطاقة الكهربائية لتزويد البلاد بما يصل إلى 590 ميغاواط من الكهرباء لمدة 71 يوماً، كما ذكرت رويترز.

كارو باور: وحدتان عائمان لتوليد الكهرباء يبدأ تشغيلهما في غضون شهر

أعلنت الشركة في بيان اليوم الأربعاء أن العقد الأولي يهدف إلى تحقيق استقرار في الشبكة الوطنية للكهرباء في العراق.

من المقرر أن ترسو وحدتان عائمتان لتوليد الكهرباء في ميناءي خور الزبير وأم قصر في محافظة البصرة، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيلهما في غضون شهر واحد.

وقد وقّعت شركة “بي كيه بي إس” (BKPS)   التابعة لـ”كار باور شيب” العقد مع الجهات العراقية، لكنها لم تكشف عن القيمة المالية للصفقة.

وقالت الشركة إن الخدمة ستستمر لمدة واحد وسبعين يوماً فقط دون تمديد، مع إلزام التحالف بتحمل التكاليف البيئية واللوجستية المصاحبة.

Advertisement

مجلس الوزراء العراقي وافق على الصفقة

أعلن مجلس الوزراء العراقي في وقت سابق من أغسطس الموافقة على تجهيز محطات كهرباء عائمة بقدرة إنتاجية تبلغ 590 ميغاواط، يتم توفيرها عبر “بواخر توليدية” تُربط بالشبكة الوطنية خلال فترة الذروة.

كما تم تخويل وزارة الكهرباء بالتعاقد المباشر مع تحالف كار باور شيب لتشغيل هذه البواخر

أزمة الكهرباء المزمنة في العراق

يواجه العراق، أحد أكبر منتجي النفط في منظمة أوبك، أزمة كهرباء مزمنة تهدد حياة المواطنين، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة القياسية التي تجاوزت 50 درجة مئوية في صيف 2025.

حيث يرتفع الطلب على الكهرباء إلى 55 غيغاواط، بينما لا تتجاوز الإمدادات الفعلية 27 غيغاواط.

Advertisement

وينتج العراق حالياً 27 ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية عبر محطات تعمل غالبيتها بالغاز، لكن الطاقة الإنتاجية تنخفض أحياناً إلى 17 ألف ميغاواط.

هذه الكمية في حالتها القصوى لا تسد حاجة البلاد من الكهرباء، إذ يحتاج العراق إلى زيادة الإنتاج للوصول إلى 40 ألف ميغاواط لضمان توفير طاقة على مدار اليوم.

الاعتماد على الغاز الإيراني والتعقيدات الجيوسياسية

يعاني العراق من عجز في توفير الوقود اللازم لقطاع الكهرباء جراء تعطل إمدادات الغاز التي يحصل عليها من إيران لتشغيل محطات التوليد. لسد هذه الفجوة، تلجأ بغداد إلى استيراد نحو 50 مليون متر مكعب من إيران منذ 2017.

وصلت إمدادات الغاز الإيرانية منذ 2017 إلى أكثر من 52 مليار متر مكعب، بقيمة زادت عن 15 مليار دولار، لكن إيران غالباً ما تلجأ إلى تقليص هذه الإمدادات أو قطعها، مما يفاقم الأزمة.

يعتمد العراق على استيراد الغاز والكهرباء من إيران بنسبة تصل إلى 40% من احتياجاته الكهربائية، لكن قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإلغاء الإعفاءات التي تتيح للعراق دفع مستحقات إيران زاد من تعقيد الأزمة.

Advertisement

الاعتماد على الغاز الإيراني غير المستقر، بالإضافة إلى التعقيدات الجيوسياسية مثل العقوبات الأمريكية على طهران، سبب انقطاعات متكررة للكهرباء في البلاد، تحولت عام 2021 إلى احتجاجات دامية.

البحث عن بدائل واستراتيجية التنويع

في نهاية الشهر الماضي، أعلنت بغداد جاهزيتها لاستيراد الغاز من تركمانستان مع خطط للاعتماد عليه بنسبة 50% في توليد الكهرباء.

كما شهدت المناطق الوسطى والجنوبية من العراق انقطاعات في التيار هذا الشهر بسبب توقف مفاجئ لمحطة توليد أدى إلى عطل في الشبكة.

الأهمية الاستراتيجية للاتفاق مع الشركة التركية

يأتي هذا العقد كجزء من استراتيجية العراق لتنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الغاز الإيراني المتقطع.

Advertisement

ورغم أن الـ590 ميغاواط التي ستوفرها الشركة التركية تمثل جزءاً صغيراً من الاحتياجات الإجمالية للعراق، إلا أنها قد تساهم في تخفيف الضغط على الشبكة خلال فترات الذروة الصيفية.

يُظهر التعاقد مع شركة “كار باور شيب” محاولة العراق استكشاف حلول سريعة ومرنة لأزمة الكهرباء المزمنة، بينما يعمل على تطوير مشاريع طويلة الأمد لزيادة الطاقة الإنتاجية المحلية والاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة.