أعلنت نائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كيلي كليمنتس، عودة نحو 850 ألف لاجئ سوري من الدول المجاورة إلى وطنهم منذ سقوط نظام بشار الأسد، وفقاً لموقع مفوضية شؤون اللاجئن الرسمي.
وأوضحت كليمنتس، خلال زيارتها الميدانية لسوريا ولبنان التي اختتمتها يوم الثلاثاء، أن هذا العدد قد يصل إلى مليون لاجئ خلال الأسابيع القادمة، كما عاد حوالي 1.7 مليون نازح داخلياً إلى مجتمعاتهم المحلية داخل سوريا خلال الفترة ذاتها.
أرقام العودة للاجئين السوريين من الدول المجاورة
تُظهر البيانات الرسمية للمفوضية تفاصيل واضحة حول حركة العودة من مختلف الدول المضيفة فمن لبنان عاد نحو 200 ألف لاجئ سوري منذ مطلع عام 2025.
وأشارت كليمنتس إلى أن هذا الرقم “يرتفع بسرعة كبيرة”، مؤكدة أن غالبية العائدين يتوجهون إلى محافظات حماة وحمص في وسط سوريا وحلب في شمالها.
السوريون عادوا من لبنان، تركيا، الأردن، والعراق
وساعدت السلطات اللبنانية في تسهيل العودة من خلال إعفاء المخالفين لقوانين الإقامة من الغرامات المترتبة عليهم، شرط التعهد بعدم العودة إلى لبنان كطالبي لجوء.
أما من تركيا فقد رصدت المفوضية عودة 318,566 سورياً من تركيا (115,512 عائلة) عبر سبعة معابر حدودية منذ كانون الأول 2024 وحتى 25 آب 2025. وتوجه معظم العائدين من تركيا إلى محافظات حلب وإدلب ودمشق وحماة.
في حين عاد 141 ألف لاجئ مسجل من الأردن إلى سوريا منذ كانون الأول الماضي، شكلت النساء والفتيات 49% منهم والأطفال 43%. وساعدت المفوضية أكثر من 8,200 لاجئ على العودة من خلال مبادرة النقل منذ كانون الثاني 2025.
أما من العراق، فقد عاد أكثر من 5,500 لاجئ وطالب لجوء من العراق إلى سوريا، معظمهم عبر معبر فيشخابور، متوجهين بشكل أساسي إلى حلب والحسكة ودمشق.
دوافع عودة اللاجئين والتحديات
أكدت كليمنتس أن العائدين أبلغوا المفوضية بأن “الوضع الذي أجبرهم على الفرار لم يعد موجوداً وأنهم يشعرون الآن بالأمان”.
وبررت دوافع العودة بالتطورات السياسية وتحسن الأمن ولمّ الشمل العائلي، إضافة إلى الحنين والصعوبات الاقتصادية والسكنية في دول اللجوء،ومع ذلك، يواجه العائدون تحديات جسيمة، حيث يجد الكثيرون منازلهم مدمرة أو متضررة.
وأوضحت المسؤولة الأممية أن من أبرز التحديات صعوبة الحصول على السكن والحاجة إلى الدخل والوظائف، مشيرة إلى أن العائدين “لا يريدون مساعدة إنسانية، ما يريدونه هو الحصول على فرصة عمل ودخل وبناء مستقبلهم في سوريا”.