قال مرصد عالمي للجوع في تحذير أصدره اليوم الثلاثاء إن المجاعة “تتكشف” في قطاع غزة، وفقاً لوكالة رويترز.
وجاء في تحذير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن “السيناريو الأسوأ، وهو حدوث مجاعة يتكشف حالياً في قطاع غزة”.
المرصد أضاف، أن “أدلة تشير إلى أن انتشار الجوع وسوء التغذية، والأمراض، يقود لارتفاع الوفيات المرتبطة بالجوع”.
ولا يصنف التحذير غزة رسميا على أنها في حالة مجاعة، ولا يمكن التوصل إلى هذا التصنيف إلا من خلال تحليل، وهو ما أعلن التصنيف المرحلي المتكامل أنه سيجريه الآن، “دون تأخير”.
والتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هو مبادرة عالمية تشترك فيها 21 منظمة إغاثة ومنظمة دولية ووكالة تابعة للأمم المتحدة، وتهدف إلى تقييم مدى الجوع الذي يعاني منه السكان.
استهلاك الغذاء وصل حد المجاعة، وسوء التغذية الحاد
وورد في تحذير التصنيف المرحلي المتكامل، “يجب اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء الأعمال القتالية والسماح باستجابة إنسانية واسعة النطاق ودون عوائق لإنقاذ الأرواح. هذا هو السبيل الوحيد لوقف المزيد من الوفيات ووضع نهاية للمعاناة الإنسانية الكارثية”.
ووفقا للتحذير، تشير أحدث البيانات إلى أن استهلاك الغذاء وصل لحد المجاعة في معظم أنحاء القطاع الذي لا يزال يعيش به نحو 2.1 مليون شخص، إلى جانب سوء التغذية الحاد في مدينة غزة.
وقال رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ديفيد ميليباند في بيان قبل صدور تحذير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي “الإعلانات الرسمية عن المجاعة تأتي دائما متخلفة عن الواقع.”
ميليباند أضاف، بقوله، “بحلول الوقت الذي أُعلنت فيه المجاعة في الصومال عام 2011، كان 250 ألف شخص، نصفهم من الأطفال دون سن الخامسة، قد ماتوا جوعا، عندما يتم إعلان المجاعة، يكون الأوان قد فات بالفعل”.
معايير تسمية المنطقة في حالة مجاعة
ووفقاً لرويترز، فإنه ولكي يتم تصنيف منطقة ما على أنها في حالة مجاعة، يجب أن يعاني ما لا يقل عن 20 بالمئة من سكانها من نقص حاد في الغذاء، وأن يعاني واحد من كل ثلاثة أطفال من سوء التغذية الحاد، إلى جانب وفاة شخصين من كل 10 آلاف يوميا بسبب الجوع أو سوء التغذية والمرض.
وبحسب التقرير فقد سبق أن أعلن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن هناك مناطق في حالة مجاعة أربع مرات: هي الصومال في عام 2011 وجنوب السودان في عامي 2017 و2020 والسودان في عام 2024.
ويقول التصنيف المرحلي إنه لا يعلن عن مجاعة، بل يقدم تحليلات تمكّن الحكومات وجهات أخرى من القيام بذلك.
الجوع وسوء التغذية يتفاقمان بوتيرة متسارعة
وأيدت (لجنة مراجعة المجاعة) المستقلة التابعة للتصنيف، والتي تدقق وتتحقق من نتائج التصنيف التي تحذر من المجاعة أو تحددها، التحذير بشأن غزة اليوم الثلاثاء.
وتوقع آخر تحليل للتصنيف بشأن غزة، والذي صدر في 12 مايو، أن يعاني كل سكان القطاع على الأرجح من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد بحلول نهاية سبتمبر مع توقعات بوصول 469500 شخص إلى مستويات “كارثية”.
وقالت لجنة مراجعة المجاعة في تحذيرها اليوم الثلاثاء “استمرت العديد من عوامل الخطر المحددة في ذلك التقرير في التدهور”، وأضافت “رغم أن النقص الحاد في المساعدات الإنسانية يعوق جمع البيانات الوافية، يتضح من الأدلة المتاحة أن الجوع وسوء التغذية والوفيات تزداد بوتيرة متسارعة”.