أكدت المجر استعدادها لاستضافة لقاء مرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العاصمة بودابست.
كما أكدت ضمان دخول الرئيس الروسي إلى أراضيها وعودته بأمان إلى روسيا، رغم مذكرة التوقيف الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية.
وصرح وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو، بأن بلاده مستعدة لتوفير الظروف المناسبة للرئيسين الأمريكي والروسي لإجراء محادثات في بيئة آمنة وهادئة.
سيارتو: نحن لا نحتاج إلى أي تشاورات مع أي أحد
وقال سيارتو في مؤتمر صحافي: “سنضمن أن يدخل الرئيس بوتين إلى المجر، ويجري محادثات ناجحة هنا، ثم يعود إلى بلاده”.
وأضاف سيارتو: “نحن لا نحتاج إلى أي تشاورات مع أي أحد، فالمجر دولة ذات سيادة. سنستقبل الرئيس بوتين باحترام، ونوفر له الظروف اللازمة لإجراء مفاوضات مع الرئيس الأمريكي”.
سيارتو: موعد القمة الروسية الأمريكية وتفاصيلها سيتم تحديدها بعد اجتماع تحضيري
وأوضح سيارتو أن موعد القمة الروسية الأمريكية وتفاصيلها سيتم تحديدها بعد اجتماع تحضيري بين وزيري خارجية البلدين الأسبوع المقبل.
وكشف أنه تواصل مع مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونائب وزير الخارجية الأمريكي كريستوفر لانداو، لبحث الترتيبات.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الاجتماع بين ترامب وبوتين قد يُعقد خلال الأسبوعين المقبلين، وأن “هناك توافقاً عاماً على أنه لا داعي لتأجيل هذا الأمر لفترة طويلة”.
مذكرة التوقيف بشأن بوتين والانسحاب من المحكمة الجنائية
ويواجه بوتين مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية في مارس 2023، بتهمة ارتكاب جرائم حرب تتعلق بترحيل أطفال من أوكرانيا إلى روسيا بشكل غير قانوني.
وتُلزم الدول الأعضاء في المحكمة، عددها 125 دولة، باعتقال الأشخاص الصادرة بحقهم مذكرات توقيف.
غير أن المجر أعلنت انسحابها من المحكمة الجنائية الدولية اعتباراً من الثاني من يونيو 2026. وكانت الحكومة المجرية قد قررت الانسحاب في أبريل 2025 بعد أن استقبلت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الصادرة بحقه أيضاً مذكرة توقيف من المحكمة.
ورغم أن الانسحاب لن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد عام من تقديم وثيقة الانسحاب، فقد أكدت منظمات حقوقية أن المجر تظل ملزمة قانونياً باعتقال المطلوبين من المحكمة حتى يصبح الانسحاب نافذاً.
موقف أوربان من الحرب الأوكرانية
يُعتبر أوربان، الذي يتولى السلطة منذ عام 2010، أقرب حليف لترامب وبوتين داخل الاتحاد الأوروبي، وهو منتقد للدعم الغربي لكييف في الحرب مع روسيا.
وقال أوربان إن بلاده أثبتت أنها “شريك مخلص” و”وقفت دائماً” إلى جانب أصدقائها، وأضاف أن على أوروبا أن تفتح قناتها الدبلوماسية الخاصة تجاه روسيا، متهماً الاتحاد الأوروبي باتباع “موقف مؤيد للحرب” بشأن أوكرانيا.
يُذكر أن هذا اللقاء، في حال عُقد، سيكون أول زيارة معروفة لبوتين إلى دولة عضو في الاتحاد الأوروبي منذ بدء الحرب في أوكرانيا في فبراير 2022.