أكدت الدكتورة شفيقة العامري، رئيسة مجلس إدارة جمعية الإمارات لرائدات الأعمال، أن يوم المرأة الإماراتية في 28 أغسطس يشكل مناسبة للاحتفاء بإنجازاتها في مختلف القطاعات، مشيدة بالدعم الكبير من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام والرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية ورئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة.
كشفت العامري عن إحصائيات مذهلة تؤكد الحضور القوي للمرأة الإماراتية في الاقتصاد الوطني، حيث تدير نحو 23 ألف سيدة أعمال مشروعات تتجاوز قيمتها 16 مليار دولار أمريكي (60 مiliار درهم إماراتي)، مما يعكس الدور الاستراتيجي الذي تلعبه المرأة في تنويع مصادر الدخل وتحقيق رؤية الإمارات 2071.
إنجازات استثنائية في القطاع الحكومي
تبرز المرأة الإماراتية بقوة في القطاع الحكومي، حيث تشكل 66% من إجمالي القوى العاملة الحكومية، وهي نسبة تضع دولة الإمارات في المقدمة عالمياً في مجال تمكين المرأة مهنياً. والأهم من ذلك أن 30% من هؤلاء النساء يشغلن مناصب قيادية عليا، مما يؤكد تجاوز التمكين مرحلة المشاركة إلى مستوى صناعة القرار.
تمثل هذه الأرقام إنجازاً حضارياً كبيراً، خاصة عند مقارنتها بالمعدلات العالمية التي تشير إلى أن المرأة تشكل في المتوسط حوالي 50% من القوى العاملة الحكومية في معظم الدول المتقدمة، بينما نسبة تبوئها للمناصب القيادية نادراً ما تتجاوز 25%.
هيمنة نسائية في مجالس الإدارة والمشاريع الصغيرة
أشارت العامري إلى أن النساء يشغلن 15% من مقاعد مجالس إدارات الغرف التجارية في الدولة، وهي نسبة تعكس التطور المتسارع في مشاركة المرأة في صناعة القرارات التجارية والاقتصادية على المستوى المؤسسي.
في قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، الذي يُعتبر عماد الاقتصاد المتنوع، تشكل المرأة الإماراتية 30% من إجمالي العاملين، مما يؤكد دورها الحيوي في قطاع ريادة الأعمال والابتكار. هذا القطاع يُسهم بنحو 53% من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للدولة، مما يعني أن مساهمة المرأة تتجاوز كونها رقماً إحصائياً إلى تأثير حقيقي في الاقتصاد الوطني.
المرأة الإماراتية في سوق العمل الشامل
تمثل الإماراتيات 25% من إجمالي القوى العاملة في القطاعين الحكومي والخاص مجتمعين، وهي نسبة تعكس التوازن الصحي في مشاركة المرأة عبر مختلف القطاعات الاقتصادية. هذا التنوع في المشاركة يضمن عدم تركز النساء في قطاع واحد، بل انتشارهن عبر مختلف المجالات من التكنولوجيا والطب والهندسة إلى الأعمال والتجارة.
دور الشيخة فاطمة بنت مبارك الرائد
تؤكد العامري على الدور المحوري لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، “أم الإمارات”، في دعم وتمكين المرأة الإماراتية. فمن خلال مناصبها المتعددة كرئيسة للاتحاد النسائي العام والرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية ورئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، تقود سموها جهوداً شاملة لضمان حصول المرأة على الفرص والدعم اللازم للنجاح في مختلف المجالات.
التطور التاريخي لتمكين المرأة في الإمارات
منذ تأسيس الدولة عام 1971، وضع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أسس تمكين المرأة من خلال ضمان حصولها على التعليم والعمل والمشاركة في التنمية. هذه الرؤية تطورت عبر العقود لتصل إلى مستويات استثنائية تضع الإمارات في مقدمة دول العالم في مؤشرات المساواة بين الجنسين.
واليوم، تواصل القيادة الرشيدة تحت راية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، دعم المرأة من خلال تشريعات وسياسات تضمن المساواة في الأجور والفرص والمعاملة في جميع القطاعات.
تحديات وآفاق مستقبلية
رغم هذه الإنجازات المبهرة، تواجه المرأة الإماراتية تحديات تتعلق بالتوازن بين الحياة المهنية والأسرية، خاصة مع الطموحات المتزايدة للوصول إلى مناصب أعلى في القطاع الخاص. كما تتطلب رؤية الإمارات 2071 مضاعفة مشاركة المرأة في القطاعات المستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والاقتصاد الرقمي.
مقارنات إقليمية وعالمية
تتفوق دولة الإمارات على معظم دول المنطقة وحتى بعض الدول المتقدمة في مؤشرات تمكين المرأة اقتصادياً. فبينما تشكل المرأة في دول مجلس التعاون الخليجي في المتوسط 35% من القوى العاملة، تصل هذه النسبة في الإمارات إلى مستويات أعلى خاصة في القطاع الحكومي.
برامج الدعم والتمكين
تعمل جمعية الإمارات لرائدات الأعمال، تحت قيادة الدكتورة العامري، على تقديم برامج تدريبية وتمويلية لدعم المشاريع النسائية الناشئة. كما تنظم فعاليات ومؤتمرات تهدف إلى ربط رائدات الأعمال ببعضهن البعض وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة.
يوم المرأة الإماراتية: احتفالية سنوية بالإنجاز
يأتي الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية في 28 أغسطس من كل عام ليس فقط كمناسبة للاحتفاء بالإنجازات المحققة، بل كفرصة لوضع أهداف جديدة ورسم خارطة طريق للمستقبل. هذا اليوم يحمل دلالات رمزية عميقة تؤكد على التزام الدولة الدائم بدعم المرأة وتمكينها.
خاتمة: نموذج عالمي ملهم
تُعتبر الأرقام التي كشفت عنها الدكتورة العامري شاهداً حياً على نجاح نموذج الإمارات في تمكين المرأة، حيث تمكنت 23 ألف سيدة أعمال من إدارة مشروعات بقيمة 60 مليار درهم، وهو رقم يفوق الناتج المحلي الإجمالي لعدة دول.
هذا النجاح لم يأت من فراغ، بل كان نتيجة رؤية استراتيجية طويلة المدى وإرادة سياسية حقيقية لتمكين المرأة، مدعومة بتشريعات وسياسات ومبادرات تضمن استمرار هذا التقدم نحو مستقبل أكثر إشراقاً حيث تلعب المرأة الإماراتية دوراً أكبر في قيادة التنمية الشاملة والمستدامة.
