شهدت المغرب، مساء الاثنين 29 سبتمبر 2025، احتجاجات شبابية متواصلة لليوم الثالث على التوالي للتنديد بتدهور الخدمات الصحية والتعليمية، وذلك وسط وجود أمني مكثف أسفر عن إحباط أغلب التجمعات واعتقال العشرات من المشاركين.
خلفية وأسباب الحركة الاحتجاجية
- انطلقت الدعوة للاحتجاج عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة بواسطة مجموعة مجهولة تسمي نفسها “جيل زد 212″، واستجابت لها فئات شبابية واسعة في الرباط والدار البيضاء وأكادير وطنجة ومدن أخرى.
- جاءت الاحتجاجات على خلفية الغضب المتزايد من سوء أوضاع المستشفيات والصحة العمومية، وقلة الموارد البشرية والطبية، وفشل الحكومة في معالجة أزمات القطاع، إلى جانب استمرار البطالة بين الخريجين وتردي خدمات التعليم.
- رفع المحتجون شعارات أبرزها: “الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية”، مطالبين بمنح الأولوية لتحسين منظومة الخدمات العمومية بدلاً من ضخ الأموال في مشاريع البنية التحتية الرياضية خاصة مع الاستعدادات لاستضافة كأس العالم 2030.
قوات الأمن المغربية تتدخل
- أحبطت قوات الأمن أغلب الوقفات في الرباط وأغلقت ساحة البرلمان واعتقلت مجموعة من المتظاهرين الشباب، بينهم نشطاء حقوقيون، قبل أن يُفرج عن بعضهم لاحقًا.
- في الدار البيضاء أُغلقت طرق رئيسية وفرقت الشرطة التجمعات، كما طُوقت ساحة جامع الفنا في مراكش، فيما سجلت حالات اعتقال مماثلة في طنجة وأكادير وفاس.
- أصدرت السلطات الأمنية بيانات أكدت فيها أن التدخل تم في إطار القانون للحفاظ على الأمن العام، بينما نددت منظمات حقوقية بالقمع وطالبت بالإفراج عن المعتقلين وحماية الحق في الاحتجاج السلمي.

دلالات ومطالب الحركة
- الاحتجاجات يقودها جيل جديد من الشباب مستقل عن الأحزاب والنقابات، ويُشدد منظموها على سلميتها ونبذ أي توظيف سياسي أو خارجي للحراك.
- المطالب تتركز على:
المؤشرات الاجتماعية
- يبلغ معدل البطالة في المغرب حاليًا 12.8%، وتصل بين الشباب إلى 35.8% وبين الخريجين إلى 19%، وفق الإحصاءات الرسمية.
ويعكس الحراك الأخير عمق التحولات الاجتماعية وازدياد وعي الشباب بدورهم في المطالبة بإصلاح جذري يواكب احتياجاتهم، في ظل ترقب لسلوك السلطات واستمرار موجات التعبئة عبر الإنترنت والمدن الكبرى