انخفضت واردات النفط الروسي إلى تركيا، التي تعد أكبر مشتر للوقود من موسكو في أوروبا، نتيجة المنافسة المتزايدة من أنواع نفط أخرى والعقوبات المفروضة على روسيا، بالإضافة إلى جهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإقناع حلفائه بوقف شراء النفط الروسي بهدف تقويض مصادر تمويل الحرب الروسية وفقا لوكالة رويترز.
وبسبب استمرار القتال في أوكرانيا ورفض موسكو وقف العمليات، دعا ترامب دول أوروبا إلى وقف اعتمادها على النفط والغاز الروسيين، باعتبارهما مصدرًا أساسيًا لإيرادات روسيا. وقد أكد أنه بعد مباحثاته الأخيرة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يعتقد أن أنقرة ستستجيب لدعوته بوقف شراء النفط الروسي مقابل إمكانية رفع العقوبات الأميركية عن تركيا.
ترامب يضغط لوقف واردات النفط الروسي
بعد محادثات استمرت لساعتين مع الرئيس التركي، شدد ترامب على رغبته في انضمام أنقرة إلى الجهود الغربية الرامية إلى تقليص اعتمادها على النفط الروسي. لكن ورغم تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق، فإن احتمالات تغيير الموقف التركي ما زالت غير مؤكدة.
ويرجع ذلك إلى العلاقات الوثيقة التي أقامها أردوغان خلال السنوات الأخيرة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ما يجعل قرار التخلي عن التعاون في ملف الطاقة مسألة معقدة. ويشير مراقبون إلى أن أي تحول حاسم في هذا الاتجاه قد يتطلب حسابات دبلوماسية واقتصادية دقيقة من جانب أنقرة.
رد موسكو وتراجع ملموس في الإمدادات
من جانبه، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن تركيا دولة ذات سيادة وتقرر بنفسها مع من تتعاون تجاريًا، موضحًا أن استمرار التبادل التجاري مع موسكو خاضع لتقدير أنقرة وحدها. وأضاف أن أي تعامل في بعض السلع، ومنها النفط الروسي، سيستمر طالما رأت تركيا فيه فائدة اقتصادية.
وعلى الصعيد التجاري، أظهرت بيانات مجموعة بورصات لندن أن واردات النفط الروسي إلى تركيا تراجعت خلال سبتمبر إلى أدنى مستوى منذ أبريل، وهو ما يعكس التأثير المباشر للقيود المفروضة والضغوط السياسية المتزايدة.