أكدت السلطات الصحية الأميركية خلال أغسطس 2025 تسجيل أول حالة إصابة بشرية منذ عقود بطفيلي “الدودة الحلزونية” المعروف بالذباب آكل اللحم، وذلك لدى مواطن في ولاية ماريلاند عاد من رحلة إلى أميركا الوسطى. وتأتي هذه الحالة وسط تحذيرات رسمية من خطر عودة الطفيل القاتل إلى الولايات المتحدة، خاصة بعد تفشٍّ واسع في دول أميركا الوسطى خلال العامين الماضيين.
طبيعة الذباب آكل اللحم وخطره
الدودة الحلزونية هي نوع من الذباب الطفيلي يضع بيضه في الجروح المفتوحة عند الحيوانات ذوات الدم الحار، وحين تفقس اليرقات تبدأ بالتهام اللحم الحي وتُسبب تلفًا خطيرًا قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يتلق المصاب علاجًا طارئًا. العدوى البشرية نادرة في الولايات المتحدة، لكنها شائعة في دول ذات مناخ مداري مثل السلفادور وغواتيمالا، وقد تصيب البشر عند التعرض لجروح في بيئة موبوءة.
يمثل الذباب تهديدًا بالغًا للمواشي حيث يمكن أن يقضي على أبقار أو أغنام بالغة خلال أقل من عشرة أيام، وكشفت وزارة الزراعة الأميركية أن تفشياً كبيراً في ولاية تكساس وحدها قد يصل إلى خسائر تقدّر بنحو 1.8 مليار دولار. وتشير بيانات منظمة الأغذية والزراعة إلى استمرار تفشي المرض في أميركا اللاتينية مع رصد أكثر من 20 ألف بؤرة تفشٍ خلال آخر 18 شهرًا.
جهود الوقاية والسيطرة
فعّلت وزارة الزراعة الأميركية خطة استجابة عاجلة تضمنت إنشاء مركز لتربية الذباب المعقم ونشره في المناطق الموبوءة بهدف كسر دائرة تكاثره، إضافة لاستخدام الاستجابة السريعة بالأدوية البيطرية وتقنيات المكافحة البيولوجية.
هل هناك سبب للقلق؟
تطمئن الهيئات الصحية الأميركية أن خطر العدوى البشرية داخل البلاد لا يزال منخفضًا جدًا، بينما يبقى التهديد الأكبر موجهاً للثروة الحيوانية والاقتصاد الزراعي في الولايات الجنوبية، خصوصاً تكساس وفلوريدا